نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : الحلبي، أبو الصلاح جلد : 1 صفحه : 79
يجب كون النبي عليها ، وأن اتباعهم والعمل بما جاءوا به واجب على كل من كلف
ذاك ، قبيح ممن نسخ عنه وكلف غيره ، وأن الايمان بهم وبما جاءوا به ايمان ، والشك
فيه كفر ، وأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
صلىاللهعليهوآله
سيدهم وأفضلهم وخاتمهم
الناسخ لشرائعهم ببرهان ما نطق به القرآن وأجمع عليه المسلمون.
وثبوت ذلك
يقتضي العمل بما جاء به وقبح ما خالفه من الشرائع ، ويوجب الشهادة بنسخها ، وكفر
الدائن بها من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من ضروب الكفار بشريعته ، لان قيام
الدلالة بقدم فاعل العالم سبحانه وكونه واحدا لا ثاني له يقضي بفساد ما ذهب اليه
النصارى والمجوس والصائبون من الشرك ، لتدينهم أجمع بإلهية الأجسام المحدثة ، ووقوف
صحة الثالثة [١] على فاعل العالم سبحانه إذ كان معنى الإله من يحق له
العبادة ، والعبادة كيفية لشكر نعم لا مزيد عليها ، واختصاص هذا الشكر بنعمة تعالى
من الحياة وما يتبعها المعلوم انغمار كل نعمة سواه في جنب أحدها [٢] واستحالة تعذر
[٣] نعمة من دونها لكونها أصولا لكل نعمة ، وبلوغها أقصى المبالغ.
وقيام الدلالة
بنبوته صلىاللهعليهوآله
، وحكمه بكفر من خالفه
، قاضٍ بضلال الدائن بهذه المذاهب أيضا ، ويلحق بها مذاهب اليهود.
ونحن نفصل
الكلام عليهم وان كانت هذه الجملة كافية في فساد نحلتهم
[١] كذا في النسخ
ولعل الصحيح : التأله. قال الشيخ الطوسي في الاقتصاد : والعبادة إنما تستحق بأصول
النعم التي هي خلق الخلق وجعله حيا وقادرا وإكمال عقله وخلق الشهوة فيه. وكل ذلك
لا يقدر عليه غير الله فيجب أن تقبح عبادته.