نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 179
وعلى هذا إجماع
أهل العدل والتوحيد ، والأخبار الدالّة عليه كثيرة مستفيضة وقد سلف بعضها ، ومنها
صحيح أبي بصير : عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال إن العبد المؤمن الفقير ليقول : يا ربّ ارزقني
حتّى أفعل كذا وكذا من البرّ ووجوه الخير ، فإذا علم الله ذلك منه بصدق نيَّة ،
كتب الله له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله [١].
فدلّ هذا الخبر
على أنه إذا استقرّ صدق العزم والنيّة على عمل الخير ، وحيل بين الناوي وإبراز
العمل بحائل قهريّ ، أُثيب ثواب العمل ؛ لأن هذا وسعه من عمل ذلك العمل و ( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلّا وُسْعَها )[٢].
وإن كان تركه
لعمل ما نواه من ذلك استخفافاً ورغبةً عن ثواب الله ، عُوقب على تركه ، ولم يُثَب
على نيّته ؛ لأنه [ أطفأ [٣] ] نورها ، ومحا أثرها.
ومَنْ هَمَّ
بحسنة وعملها سواء كانت واجبة أو مندوبة كُتبت له عشراً ؛ بفضل سعة رحمة الله
وحكمته وعدله ، فالله عزّ اسمه يثيبه بقدر كلّ رتبة تحقّق فيها ذلك العمل من مراتب
وجوده. وعند الله مزيد لاستقرار نيّته وثباتها ودوامها ؛ وبشفاعة محمّد : وآله ،
صلّى الله على محمّد : وآله.
ومَنْ هَمَّ
بسيِّئة ولم يعملها فإن كان تركه لها عن حائل ومانع قهريّ ، مع بقاء همّه وعزمه
ونيّته أنه يفعلها ما تمكّن ، عُوقب على نيّته تلك ، بل ربّما استمرّ عقابه وخلّد
فيه كما مرّ بيانه.
وإن كان تركه
لما نواه من السيّئة لتذكّرٍ وندم وخوف من الله ، لم تُكتب عليه أي تلك السيّئة
لأن التوبة تمحو أثر فعل المعصية فضلاً عن نيّتها ، فتمحو عنهم وزر الهم ، والعزم
على فعل المعصية. وكذلك لو كان تركه لفعل ما نواه من المعصية عن إعراض لانصراف
شهوةٍ وإن لم يكن عن ندم وتوبة ، والله غفور رحيم ، فلا تكتب عليه سيّئة ، بل لعلّ
الله حينئذٍ يمحو ما تلوّثت به نفسه وتكدّر به صفاؤها من تلك
[١] الكافي ٢ : ٨٥ /
٣ ، وسائل الشيعة ١ : ٤٩ ، أبواب مقدِّمة العبادات ، ب ٦ ، ح ١.