نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 178
أُثيب على نيّته ما بقيت ، وإن كان الحائل حينئذٍ الموت بأن مات ناوياً
لفعلها ما أمكنه أُثيب على نيّته أبداً. بل إن كان المنويّ هو الإيمان وما يتحقّق
به من الأعمال ، خلّد بنيّته في ثواب عمله ؛ لأن النيّة من أعمال القلوب التي هي
مقرّ العقائد وهياكل التوحيد التي لا تفنى ؛ لأن التوحيد الذي هي صفته لا يفنى ،
فهي حينئذٍ كلّيّة ومنويّها كلّيّ متحقّق معها.
ويدلّ على ثبوت
استمرار الثواب والعقاب على استمرار ثبوت النيّات خبر أبي هاشم : قال : قال أبو
عبد الله عليهالسلام : إنما خلِّد أهل النار في النار ؛ لأن نيّاتهم كانت في
الدنيا أن لو خُلِّدوا [١] فيها أن يعصوا الله أبداً ، وإنما خُلِّد أهل الجنَّة
في الجنَّة ؛ لأن نيّاتهم كانت في الدنيا أن لو خلِّدوا فيها أن يطيعوا الله أبداً
، فبالنيّات خُلِّد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى ـ : ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ )[٢][٣].
والوجه أن تلك
النيّات عمل القلب ، فهي كلّيّات ومنويّها كلّيّ لا يفارقها ، فهما دائمان ، وما
استمر العمل استمر الجزاء.
وإن كان تركه
لما نواه من الواجب ، لا لمانع قهريّ بل عصياناً ، عُوقبَ على ذلك ، ولم يكتب له
أجر النيّة وخصوصاً إذا كان عن استخفافٍ بأوامر الله ؛ لأنه [ أطفأ ] [٥] نور نيّته
بتركه ما نوى من الواجب وعصيانه.
وإن كان ما
هَمّ به ونواه من الحسنة مندوباً ؛ فإن فعلها أُثيب على نيّته وعمله بفضل رحمة
الله ، وإن لم يعملها ، ولم يكن تركه لها عن استخفاف وتهاون بأوامر الله ورغبة عن
ثوابهِ أُثيب على نيّته للحسنة ، واستمرّ ثوابه على نيّته إذا مات ناوياً أنه يعملها
ما بقي.