ومنها السببيّة ،
نحو قوله تعالى : ( فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ )[١].
ومنها المصاحبة ،
نحو ( فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ )[٢].
وأنكر فخر الدين
الرازي كونها للسببيّة ؛ مستدلاّ بعدم النقل من أهل اللغة [٣].
وردّ عليه بجواز
نقل أهل اللغة وعدم الوصول إلينا [٤].
وفيه ما فيه ، مع
أنّ أصالة عدم الاشتراك تؤيّد قوله. وعلى هذا يجب حملها في قوله عليهالسلام : « في خمسة أوسق زكاة ، وفي خمس من الإبل شاة ، وفي أربعين شاة شاة » [٥] ، وأمثالها على الظرفيّة حقيقة أو مجازا. وحينئذ يجب الزكاة من عين النصاب
وتكون داخلة فيه ، حتّى لو تلف بعض النصاب بعد الحول وقبل تمكّنه من أداء الزكاة
يسقط من الزكاة بحسبه. وإن حملت على السببيّة ، لا يجب الزكاة من عين النصاب ، بل
تكون خارجة عنه ، ولا يسقط شيء منها في الفرض المذكور.
ثمّ نظر من [٦] حملها على السببيّة إلى أنّ الشاة ـ مثلا ـ ليست داخلة في حقيقة الإبل حتّى
يتحقّق الظرفيّة ، فالمراد أنّه بسبب خمس من الإبل يجب شاة.
والجواب : أنّ الظرفيّة
المجازيّة ممكنة ؛ نظرا إلى القيمة ؛ فيكون المراد في خمس من الإبل مقدار شاة.
وبهذا يظهر ضعف
قول من استدلّ على مجيئها لغة للسببيّة [٧] بقوله عليهالسلام : « في النفس المؤمنة مائة من الإبل » [٨] مع أنّه إن تعيّن
حملها في مثال على السببيّة لأجل قرينة ، لا يلزم منه الوضع حتّى يكون حقيقة ، بل
يكون من باب المجاز.
ثمّ إذا وقعت
مطلقة في الكلام ، فالظاهر حملها على الظرفيّة ؛ لأنّها الغالب ، فإذا قال