والجواب : أنّ
علّة التسمية ليست التخمير فقط ، بل هو مع المحلّ الخاصّ ، أعني ماء العنب ، وفي
النبيذ مثلا وجد أحدهما فقط.
وإذا عرفت هذا ،
تعلم أنّه يتفرّع عليه عدم إجراء جميع أحكام أشياء معيّنة مسمّاة بأسماء خاصّة على
أشياء أخر سمّيت بأسماء الأشياء الاول بسبب الدوران ، كإجراء أحكام الخمر على جميع
المسكرات ، اللهمّ إلاّ في بعض ثبت بدليل من خارج.
فائدة
ذهب بعض النحاة
إلى أنّ الألفاظ بأسرها موضوعة للحقائق الخارجيّة [١].
وهذا القول لا
خفاء في بطلانه ؛ لأنّ بعض الألفاظ موضوع للمعدومات الممكنة والممتنعة.
وذهب جمع إلى
أنّها بأسرها موضوعة للمعاني الذهنيّة [٢].
واستدلّوا :
بدوران الألفاظ معها وجودا وعدما ؛ فإنّ من رأى شبحا من بعيد وظنّه إنسانا يسمّي
به ، ثمّ إذا تغيّر ظنّه الأوّل وظنّه حجرا يسمّي به [٣] ، وهكذا.
والحقّ ، أنّ هذا
الدليل غير تامّ ؛ لأنّه يجوز أن يكون لفظا : الإنسان والحجر موضوعين للإنسان
والحجر الخارجيّين ، إلاّ أنّ الرائي لمّا ظنّ الشبح المرئيّ إنسانا خارجيّا ، أو
حجرا خارجيّا سمّاه بأنّه ما وضع له.
ذهب بعض
المتأخّرين إلى أنّ الألفاظ موضوعة للماهيّة من حيث هي مع قطع النظر عن كونها
موجودة في الخارج أو الذهن [٤].
وهذا المذهب عندي
أقرب إلى التحقيق ؛ فإنّ من يضع لفظا بإزاء شيء قد يلاحظ الشيء الخارجيّ ويضع لفظا
بإزائه ، وقد يلاحظ ما في ذهنه ولا يلتفت إلى الخارج ويضع