الأمران اللذان تقدّما من الملكة والاجتناب عن الكبائر [١].
وكيف كان ؛
الشأن في استظهارها من الأدلّة ، وأنّها هل يعتبر في مرحلة الكاشف ، أو هو
والمنكشف ، أم لا؟ وسيأتي الكلام فيه واستفادة بعض السادة الأجلّة إيّاها من رواية
عبد الله بن أبي يعفور [٢] ، هذا تمام الكلام في المقام الأوّل وهو البحث عن حقيقة
العدالة في مرحلة الثبوت.
وأما المقام
الثاني ؛ وهو مرحلة الإثبات وما هو الكاشف عن العدالة ، فنقول : إنّه قد تقدّم في
صدر البحث قد يظهر من بعض عبارات القدماء كالشيخ رحمهالله أنّ العدالة ثبوتا وإثباتا بمعنى واحد ، وأنّه ليس
عبارة إلّا عن حسن الظاهر وعدم ظهور الفسق [٣].
بل قد يستظهر
من بعض كلماته : أنّ الأصل في كلّ مسلم هو العدالة ، لأنّها ليست عبارة إلّا عن
الإسلام [٤].
ولكنّك قد عرفت
في المرحلة الاولى أنّه ليس الأمر كما توهّم ، بل في عباراتهم ما يكون شواهد [٥] أنّ العدالة هي الملكة ، وأنّه لا بدّ من الاجتناب من
الكبائر أيضا ، كما هو مذهب الجلّ بل الكلّ ، وإنّما مرادهم في ما ذكر هو في مرحلة
الكاشف ، وأنّ الطريق إلى العدالة ليس إلّا حسن الظاهر مثلا وعدم ظهور