قاسى عذاباً مؤقتاً
يطهره من الذنبوب ، وإذا كان قد ارتكب كثيراً من الخطايا ولكنه فعل بعض
الخير ، لم يلبث في العذاب إلّا اثني عشر ألف عام يرفع بعدها إلى السماء. [١]
الثالث : الديانة
الفيدية ( الديانة الهندية القديمة )
يقول ويل ديورانت : إن الآري الهندي ـ مثل
زميله الآري الفارسي ـ بدل أن يعتقد في تناسخ الأرواح على صور متتابعة آمن
بعقيدة أبسط ، إذ آمن بالخلود الشخصي ، فالروح بعد الموت تلاقي إما عذاباً
أو نعيماً ، فإما أن يلقيها ( فارونا ) في هوة مظلمة سحيقة أو في جهنم ذات
السعير ، وإما أن يتلقاها ( ياما ) فيرفعها إلى الجنة حيث كل صنوف اللذائذ
الأرضية قد كملت ودامت إلى أبد الآبدين. [٢]
الرابع : الديانة
اليهودية
يذهب ويل ديورانت إلى أن كتاب
العبرانيين المقدس لم يقل إلّا الشيء القليل عن خلود الثواب والعقاب ، ولكن
هذه الفكرة أصبحت ذات شأن كبير في آراء الأحبار الدينية ، فقد صوروا النار
على أنها جهنم أو شاول ـ شاول كانت في رأيهم مكاناً مظلماً تحت الأرض يذهب
اليه جميع الأموات ـ وقسّموها كما قسّموا السماوات إلى سبع طبقات تتدرج في
درجات العذاب ، ولا يدخلها من المختنين إلا أخبثهم ، وحتى الآثمون الذين
يداومون على الإثم لا يعذبون فيها إلى أبد الآبدين ، بل إن كل من يلقون في
النار يخرجون منها مرة أخرى إلا فئات ثلاث : الزاني ، ومن ينفضح غيره أمام
الناس ، ومن يسب غيره. أما السماء فقد كانوا يصورونها في صورة حديقة تحوي
جميع المسرات الجسمية والروحية. [٣]