responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخلود في جهنّم نویسنده : محمد عبد الخالق كاظم    جلد : 1  صفحه : 23

الثاني : الديانة الزرادشتية ( المجوسية )

يقول جان ناس : الدين الزرادشتي أول دين في العالم تحدث عن مسألة الحياة الآخرة والقيامة ، وطرح مسألة آخر الزمان بمفهوم كامل. [١]

وفيما يخص بمسألة السعادة والشقاوة للنفوس يقول زرادشت : إن يوم الحساب قريب ، وفي ذلك اليوم ينتصر الإله الواحد على الشر ، عندئذ يبعث الموتى ويقع النجم المذنب على الأرض ، فتشتعل وتذوب جميع المعادن ، فتنتشر على الأرض كأنها سيل ملتهب ، وعلى كل الناس الأحياء والأموات المبعوثين أن يعبروا مجرى السيل الذي يبدو للأرواح الخيرة وكأنه لبن دافيء  ، فيطهّرهم المرور به ويمضون منه إلى الجنة ، وأما الأرواح الشريرة فتظل تحترق إلى الأبد خالدة في المعدن الملتهب. وعندئذ يطرد الإله الخير روح الشر وكل من يتبعه من الأرواح الخبيثة إلى وسط الأرض ويدعها فيها إلى الأبد ، وفي ذلك اليوم يبدأ العالم السعيد الخير الذي لا شر فيه ويدوم سرمدياً. [٢]

وعقيدة الزاردشتيين في الجنة والنار قريبة الشبه عن المفهوم الاسلامي للجنة والنار ، فهم يعتقدون بأن هناك قنطرة ، وهو الصراط ، ولابد لأرواح الموتىٰ بأجمعها أن تجتاز الصراط ، فالأرواح الطيبة تجتازها وتصل إلى الجانب الآخر حيث تلقاها وترحب بها فتاة عذراء ذات قوة وبهاء ، وصدر ناهد مليء ، وهناك تعيش مع ( اهوارا ـ مزدا ) ـ أي الإله ـ سعيدة منعمة إلى أبد الدهر.

وأما الروح الخبيثة فلا تستطيع أن تجتاز الصراط ، فتتردى في درك من الجحيم يتناسب عمقه مع ما اقترفت من ذنوب ، ولم يكن هذا الجحيم مجرد دار سفلى تذهب اليها كل الأرواح طيبة كانت أو حبيثة ، كما تصفها الاديان الأقدم عهداً من الدين الزرادشتي ، بل كانت هاوية مظلمة مرعبة تعذب فيها الأرواح المذنبة أبد الآبدين. فاذا كانت حسنات الانسان ترجح على سيئاته


[١]. راجع : تاريخ جامع أديان ، ص ٤٦٣.

[٢]. قصة الديانات ، ص ٣٠٠ ، ٣٠١.

نام کتاب : الخلود في جهنّم نویسنده : محمد عبد الخالق كاظم    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست