يقول جان ناس : الدين الزرادشتي أول دين
في العالم تحدث عن مسألة الحياة الآخرة والقيامة ، وطرح مسألة آخر الزمان بمفهوم كامل. [١]
وفيما يخص بمسألة السعادة والشقاوة
للنفوس يقول زرادشت : إن يوم الحساب قريب ، وفي ذلك اليوم ينتصر الإله
الواحد على الشر ، عندئذ يبعث الموتى ويقع النجم المذنب على الأرض ، فتشتعل
وتذوب جميع المعادن ، فتنتشر على الأرض كأنها سيل ملتهب ، وعلى كل الناس
الأحياء والأموات المبعوثين أن يعبروا مجرى السيل الذي يبدو للأرواح الخيرة
وكأنه لبن دافيء ، فيطهّرهم المرور به ويمضون منه إلى
الجنة ، وأما الأرواح الشريرة فتظل تحترق إلى الأبد خالدة في المعدن
الملتهب. وعندئذ يطرد الإله الخير روح الشر وكل من يتبعه من الأرواح
الخبيثة إلى وسط الأرض ويدعها فيها إلى الأبد ، وفي ذلك اليوم يبدأ العالم
السعيد الخير الذي لا شر فيه ويدوم سرمدياً. [٢]
وعقيدة الزاردشتيين في الجنة والنار
قريبة الشبه عن المفهوم الاسلامي للجنة والنار ، فهم يعتقدون بأن هناك
قنطرة ، وهو الصراط ، ولابد لأرواح الموتىٰ بأجمعها أن تجتاز الصراط ،
فالأرواح الطيبة تجتازها وتصل إلى الجانب الآخر حيث تلقاها وترحب بها فتاة
عذراء ذات قوة وبهاء ، وصدر ناهد مليء ، وهناك تعيش مع ( اهوارا ـ مزدا ) ـ
أي الإله ـ سعيدة منعمة إلى أبد
الدهر.
وأما الروح الخبيثة فلا تستطيع أن تجتاز
الصراط ، فتتردى في درك من الجحيم يتناسب عمقه مع ما اقترفت من ذنوب ، ولم
يكن هذا الجحيم مجرد دار سفلى تذهب اليها كل الأرواح طيبة كانت أو حبيثة ،
كما تصفها الاديان الأقدم عهداً من الدين الزرادشتي ، بل كانت هاوية مظلمة
مرعبة تعذب فيها الأرواح المذنبة أبد الآبدين. فاذا كانت حسنات الانسان
ترجح على سيئاته