ويؤيده ما ذكره الدكتور فرج الله
عبدالباري بقوله : إن التلمود يتحدث عن الجحيم بأنه لا سلطان له على مذنبي
بني إسرائيل ، ولا سلطان له على تلامذة الحكماء الحاخامات ، ولكن بعض
الحاخامات قالوا : إن الاسرائيليين الذين اقترفوا السيئات سيذهبون مع
الأجانب إلى نار جهنم ، ويمكثون فيها اثني عشر شهراً ، وسوف تحرق روحهم ،
وسوف تثير الرياح أجزاءهم تحت نعال الصالحين. [١]
وفيما يتعلق بمصير غير اليهود في الآخرة
يقول التلمود بأنه لا يدخل الجنة إلا اليهود ، أما الجحيم فهو مأوى الكفار ،
ولا نصيب لهم فيه سوى البكاء ، لما فيه من الظلام والعفونة والطين.
والجحيم أوسع من النعيم ستين مرة ، لان الذين لا يغسلون سوىٰ أيديهم
وأرجلهم كالمسلمين ، والذين لا يختنون كالمسيحيين الذين يحركون أصابعهم (
يفعلون إشارة الصليب ) يبقون هناك خالدين. [٢]
ويتبين من كل ما مرّ أن عقيدة اليهود عن
الجحيم تتخلص بأنه لا يخلد فيه إلّا غير اليهود كما لا يدخل الجنة إلّا اليهود ، ومن يدخل النار منهم لا يبقى
فيها أبد الآبدين ، بل يخرج منها بعد مدة من العذاب الأليم.
الخامس : الديانة المسيحية
الدين المسيحي يؤكد أيضاً على فكرة
الخلود في جهنم ، حيث جاء في إنجيل متى قوله : تعالوا يا مباركي أبي ، رثوا
الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم ، لأنّي جعت فأطعمتوني ، وعطشت
فسقيتموني ، وكنت غريباً فآويتموني... وحينئذٍ يقول الملك للذين عن يسار :
إذهبوا عنّي ياملاعين إلى النار الأبدية المعدة لابليس وملائكته. [٣]
[١].
راجع : اليوم الآخر
بين اليهودية والمسيحية والاسلام ، ص ٣٩١.
[٢].
الدكتور يوسف عيد ، موسوعة
الاديان المساوية والوضعية ، الديانة اليهودية ، ص ١٥٤.