يحسن منه أن يفعل به
من العقاب إلّا عشرة أجزاء ، فأما العشرة الأخرى فإنها تسقط بالثواب الذي قد استحقه على ما أتى به من الطاعة ، [١]
وهذا هو القول بالموازنة.
٤. العفو الالهي
إتفقت المعتزلة البصريون والبغداديون
على عدم جواز العفو عن مرتكب الكبيرة سمعاً ، واختلفوا في جوازه عقلاً ،
فقال البصريون : إنه يحسن من الله تعالى أن يعفو عن العصاة ، وأن لا
يعاقبهم ، ولكنه أخبرنا أنه يفعل بهم ما يستحقونه ، وقال البغداديون : إن
ذلك لا يحسن من الله تعالى إسقاطه ، بل يجب عليه أن يعاقب المستحق للعقوبة
لا محالة ، واستدلوا على عدم جوازه بكون العقاب لطفاً من جهة الله تعالى ،
واللطف يجب أن يكون مفعولاً بالمكلف على أبلغ الوجوه ، ولكن يكون ذلك إلا
والعقاب واجب على الله تعالى. [٢]
واستدل القاضي عبد الجبار على جواز
العفو عقلاً وفساد مذهب البغداديين بقوله : إن العقاب حق الله تعالى على
الخصوص ، وليس في إسقاطه إساقط حق ليس من توابعه وإليه استبقاؤه فله
استقاطه كالدين ، فانه لمّا كان حقاً لصاحب الدين خالصاً ، ولم يتضمن إسقاط
حق ليس من توابعه ، وكان اليه استبقاؤه ، كان له أن يسقطه ، كما أن له أن
يستوفيه كذلك في مسألتنا. [٣]
٥. الشفاعة
اتفقت الاُمة الاسلامية على أن للنبي صلىاللهعليهوآله
شفاعة ثابتة للأمة ، واختلفوا فيمن تثبت له الشفاعة ، فقالت المعتزلة إن
الشفاعة للتائبين من المؤمنين لأنّ الشفاعة عندهم لزيادة المنافع ، [٤] فلا تشمل
الفساق لأنّ الشفاعة مع الاصرار