يقر بالكفر فهو ليس
بكافر ، وعلى هذا سموه فاسقاً ، وجعلوه في منزلة بين منزلتي المؤمن والكافر. [١]
٣. التحابط والتكفير
ذهب أبو علي الجبّائي الىٰ أن
التحابط والتكفير يقعان في الطاعة والمعصية ، وقال أبو هاشم : إنهما يقعان في الثواب والعقاب. [٢]
وبين القاضي عبد الجبار الاحباط والتكفير على القولين فقال : فاعلم أن
المكلف لايخلو إما أن تخلص طاعاته ومعاصيه ، أو يكون قد جمع بينهما ، وإذا
كان قد جمع بينهما فلا يخلو إما أن تتساوى طاعاته ومعاصيه ، أو يزيد أحدهما
على الآخر ، فانه لابد من أن يسقط الأقل بالأكثر. وإن شئت أوردت ذلك على
وجه آخر ، فقلت : إن المكلف لا يخلو إمّا أن يستحق من أحدهما أكثر مما
يستحق من الآخر ، ولا يجوز أن يستحق من كل واحد منها قدراً واحداً ، وإذا
استحق من أحدهما أكثر من الآخر فان الأقل لابد من أن يسقط بالأكثر ويزول ،
وهذا هو القول بالاحباط والتكفير ، [٣] ويسمى إحباطاً إن تأخّرت المعصية
، وتكفيراً إن تأخّرت الطاعة. [٤]
وقد اختلف أبو علي الجبائي وابنه أبو
هاشم في كيفية وقوع الإحباط ، فقال أبو هاشم بالموازنة ، وأنكره أبو علي
وكذلك ذهب إلى القول بالموازنة القاضي عبد الجبار ، وصورته أن يأتي المكلف
بطاعة استحق عليها عشرة أجزاء من الثواب ، وبمعصية استحق عليها عشريق جزءاً
من العقاب ، فمن مذهب أبي علي أنه يحسن من الله تعالى أن يفعل به في كل
وقت عشرين جزءاً من العقاب ، ولا يثبت لما كان قد استحقه على الطاعة التي
أتى بها تأثير بعدما إزداد عقابه عليه ، وقال أبو هاشم : لا بل يقبح من
الله تعالى ذلك ، ولا