نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 112
وهذا هو الفهم العام
بكلّ تأكيد لهذه العبارة ، من كلّ مَن جَعلَ الدنيا مبلغ علمهُ وأقصى همّه وغاية
تفكيره.
وهو لا شكّ يحتوي على سوء فهمٍ فضيع
لهذه العبارة ، فإنّ الحسين عليهالسلام
إنّما قالها لا لأجل نفسه ، وحاشاهُ أن ينظر إلى غير الله عزّ وجل ، وهو الذي قيل
إنّه استشهدَ ببعض الأبيات ممّا سمعناهُ فيما سبق :
تركتُ الخلقَ طُرّاً في هواكا
وأيتمتُ العيال لكي أراكا
ولو قطّعتَنني في الحُبّ إرباً
لمَا مالَ الفؤاد إلى سواكا
والمهمّ أنّ هذا الأمر شَعرَ به عددٌ لا
يُستهان به من الناس طول التاريخ ، ممّن لا يتّصف بالعصمة فكيف حال المعصوم نفسه ،
وإنّما نتخيّلُ نحنُ غير ذلك ؛ لأنّنا لا نفهم مستوى المعصوم ، ولا يخطر في بالنا
ما يمكن أن يكون عليه تجاه الله عزّ وجل ، وإنّما طَلبُ الناصر من قِبَله عليهالسلام كان لفائدة الآخرين
بلا شكّ ، ولكنّه اتخذ تلك الحالة سبيلاً للنطق بتلك التعبيرات ، حتّى لا يضع كلّ
موعظة في غير محلّها ولكي يتكلّم مع الناس على قدر عقولهم.
وما يمكن أن يُتصوّر من فوائد لهذه
الجملة ، عدّة أمور :
الأمرُ
الأوّل : طلبُ الناصر ممّن يولَد ويوجد خلال
الأجيال ، ليكون مُحبّاً للحسين عليهالسلام
، سائراً في طريقه ، مُضحيّاً في سبيل دينه بمقدار ما يقتضيه حاله ، وكلّ مَن كان
كذلك في أيّ زمانٍ ومكان فقد أجاب الحسين عليهالسلام
للنُصرة.
الأمرُ
الثاني : طلبُ الناصر من البشر الموجودين في ذلك
العصر ، وتذكيرهم بمسؤوليّتهم الكبرى المباشرة في الذبّ عن إمامهم المعصوم عليهالسلام أمام الله عزّ وجل
، وذلك يكون موازياً لمضمون ما وردَ من أنّ : «مَن
نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 112