نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 113
سَمعَ واعيتنا ولم
ينصُرنا أكبّه الله على مَنخرَيه في النار» [١].
الأمر الثالث : طَلبُ الناصر من الجيش
المعادي الواقف أمامه في ذلك الحين ؛ وذلك لنتيجتين : لأنّهم كلّهم حين يسمعون ذلك
فإمّا أن يستجيب منهم أحد أولا ، فإن لم يستجب كان هذا النداء حُجّة عليه وقهراً
له في الآخرة ، وتركيزاً لأهميّة عقابه ، وإن استجاب بعضهم كان ذلك النداء رحمةً
له وسبباً لتوبته وهدايته ، كما تابَ الحرّ الرياحي رضوان الله عليه ساعتئذ ، وأثّر
هذا النداء في نفسه تأثيره الصحيح [٢].
ويكفينا أن نتصوّر : لو أنّ عدداً
مهمّاً من الجيش المُعادي قد التحقَ بالحسين عليهالسلام
، أو التحقَ الجيش كلّه ، كيف سيكون حال التاريخ الإسلامي عندئذٍ؟ ولكنّهم على أيّ
حال لم يكونوا يستحقّون التوبة ولا الرجوع عن الحوبة (قبّحهم الله).
ولا ينبغي أن يخطر على البال : أنّه من
خطل القول طلبُ النصرة من الأعداء مباشرة ، ولم يحصل مثل ذلك خلال التاريخ البشري.
وجوابهُ : إنّ ذلك مُنطلِق من عدّة أُسس
، ولا يمكن أن تكون موجودة في غير الحسين عليهالسلام
:
الأساسُ الأوّل : إنّهم جميعاً يعلمونَ
شأنهُ العظيم وقُربه إلى الرسول صلىاللهعليهوآله
، وفاطمة الزهراء ، وإنّه سيّد شباب أهل الجنّة وغير ذلك ممّا لا يخفاهم أجمعين.
الأساسُ الثاني : إنّ التعاليم
العسكريّة في ذلك الحين لم تكن مُتزمّتة وصارمة ودقيقة مثلَ ما عليه هذا اليوم ، بل
كان كلّ فردٍ من الجيش لهُ رأيهُ