/9598 _2-علي بن إبراهيم:ثم حكى اللّه عزّ و جلّ قول قريش: وَ قٰالُوا لَوْ لاٰ نُزِّلَ هٰذَا الْقُرْآنُ يعني هلا نزل القرآن عَلىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ؟و هو عروة بن مسعود،و القريتين:مكّة و الطائف،و كان جزاهم بما يحتمل الديات،و كان عم المغيرة بن شعبة،فرد اللّه عليهم،فقال: أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ،يعني النبوّة و القرآن حين قالوا:لم لم ينزل على عروة بن مسعود،ثمّ قال تعالى: نَحْنُ قَسَمْنٰا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ رَفَعْنٰا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجٰاتٍ يعني في المال و البنين لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمّٰا يَجْمَعُونَ .
و هذا من أعظم دلالة اللّه على التوحيد،لأنّه خالف بين ملكهم كهيئاتهم و تشابههم و دلالاتهم و إراداتهم و أهوائهم،ليستعين بعضهم على بعض،لأن أحدهم لا يقوم بنفسه لنفسه،و الملوك و الخلفاء لا يستغنون عن الناس،و بهذا قامت الدنيا و الخلق المأمورون المنهيون المكلفون،و لو احتاج كل إنسان أن يكون بناء لنفسه و خياطا لنفسه و حجاما لنفسه و جميع الصناعات التي يحتاج إليها،لما قام العالم طرفة عين،لأنّه لو طلب كل إنسان العلم،ما دامت الدنيا،و لكنه عزّ و جلّ خالف بين هيئاتهم،و ذلك من أعظم الدلالة على التوحيد.