responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 173

فَصَلْصَلَهُمَا،ثُمَّ كَفَأَهُمَا قُدَّامَ عَرْشِهِ وَ هُمَا سُلاَلَةٌ [1] مِنَ الطِّينِ.

ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلاَئِكَةَ الْأَرْبَعَةَ:اَلشَّمَالَ،وَ الْجَنُوبَ،وَ الصَّبَا [2]،وَ الدَّبُورَ أَنْ يَجُولُوا [3] عَلَى هَذِهِ السُّلاَلَةِ الطِّينِ فَأَبْرَءُوهَا [4] وَ أَنْشَئُوهَا،ثُمَّ جَزَّءُوهَا وَ فَصَّلُوهَا،وَ أَجْرَوْا فِيهَا الطَّبَائِعَ الْأَرْبَعَةَ:اَلرِّيحَ،وَ الدَّمَ،وَ الْمِرَّةَ،وَ الْبَلْغَمَ،فَجَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَيْهَا،وَ هِيَ الشَّمَالُ،وَ الْجَنُوبُ،وَ الصَّبَا،وَ الدَّبُورُ،وَ أَجْرَوْا فِيهَا الطَّبَائِعَ الْأَرْبَعَةَ:اَلرِّيحُ فِي الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعَةِ مِنَ الْبَدَنِ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّمَالِ،وَ الْبَلْغَمُ فِي الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الصَّبَا،وَ الْمِرَّةُ فِي الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الدَّبُورِ،وَ الدَّمُ فِي الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْجَنُوبِ».

قَالَ:«فَاسْتَقَلَّتِ [5] النَّسَمَةُ [6] وَ كَمَلَ الْبَدَنُ،فَلَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الرِّيحِ:حُبُّ النِّسَاءِ،وَ طُولُ الْأَمَلِ،وَ الْحِرْصُ؛ وَ لَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَلْغَمِ:حُبُّ الطَّعَامِ،وَ الشَّرَابِ،وَ الْبِرِّ وَ الْحِلْمِ،وَ الرِّفْقِ؛وَ لَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْمِرَّةِ [7]:اَلْغَضَبُ،وَ السَّفَهُ، وَ الشَّيْطَنَةُ،وَ التَّجَبُّرُ،وَ التَّمَرُّدُ،وَ الْعَجَلَةُ؛وَ لَزِمَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الدَّمِ:اَلْفَسَادُ،وَ اللَّذَّاتُ،وَ رُكُوبُ الْمَحَارِمِ،وَ الشَّهَوَاتُ».

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «وَجَدْنَا هَذَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فَبَقِيَ أَرْبَعِينَ سَنَةً مُصَوَّراً،فَكَانَ يَمُرُّ بِهِ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ،فَيَقُولُ:لِأَمْرِ مَا خُلِقْتَ!».

قَالَ الْعَالِمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «فَقَالَ إِبْلِيسُ:لَئِنْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِالسُّجُودِ لِهَذَا لَأَعْصِيَنَّهُ،قَالَ:ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ،فَلَمَّا بَلَغَتِ الرُّوحُ فِيهِ إِلَى دِمَاغِهِ عَطَسَ،فَقَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ،فَقَالَ اللَّهُ،لَهُ:يَرْحَمُكَ اللَّهُ».

قَالَ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «فَسَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ الرَّحْمَةُ،ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِلْمَلاَئِكَةِ: اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا لَهُ،فَأَخْرَجَ إِبْلِيسُ مَا كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْحَسَدِ،فَأَبَى أَنْ يَسْجُدَ،فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: مٰا مَنَعَكَ أَلاّٰ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [8]،فَقَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [9]».

قَالَ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ وَ اسْتَكْبَرَ،وَ الاِسْتِكْبَارُ هُوَ أَوَّلُ مَعْصِيَةٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهَا-قَالَ-:فَقَالَ إِبْلِيسُ:يَا رَبِّ،أَعْفِنِي مِنَ السُّجُودِ لِآدَمَ،وَ أَنَا أَعْبُدُكَ عِبَادَةً لَمْ يَعْبُدْكَهَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ.

فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى:لاَ حَاجَةَ لِي إِلَى عِبَادَتِكَ،أَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْبَدَ مِنْ حَيْثُ أُرِيدُ لاَ مِنْ حَيْثُ تُرِيدُ فَأَبَى أَنْ يَسْجُدَ.

فَقَالَ اللَّهُ: فَاخْرُجْ مِنْهٰا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلىٰ يَوْمِ الدِّينِ [10].


[1] سلالة الشّيء:ما استلّ منه،و النطفة سلالة الإنسان.«الصحاح-سلل-5:1731».

[2] الصّباح:ريح تهبّ من مطلع الشّمس تجيء من ظهرك إذا استقبلت القبلة، الدّبور عكسها.«مجمع البحرين-صبا-1:260».

[3] جال يجول:إذا ذهب و جاء.«مجمع البحرين-جول-5:345».

[4] في المصدر:فأمرؤها،و في«ط»:فابدءوها.

[5] استقلت:ارتفعت.«الصحاح-قلل-5:1804».

[6] النسمة:النفس،و النسمة:الإنسان.«مجمع البحرين-نسم-6:175».

[7] في المصدر زيادة:الحبّ و.

[8] [9] الأعراف 7:12.

[10] سورة ص 38:77 و 78.

نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست