responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 172

مَسَاكِنَ الْعُصَاةِ،وَ أَوْرَدَتْهُمْ مَوَارِدَهُمْ وَ لاَ أُبَالِي».

قَالَ:«فَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ:يَا رَبَّنَا،افْعَلْ مَا شِئْتَ لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [1]».

قَالَ:«فَبَاعَدَهُمُ اللَّهُ مِنَ الْعَرْشِ[مَسِيرَةَ]خَمْسِمِائَةِ عَامٍ-قَالَ-:فَلاَذُوا بِالْعَرْشِ وَ أَشَارُوا بِالْأَصَابِعِ،فَنَظَرَ الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِمْ وَ نَزَلَتِ الرَّحْمَةُ فَوَضَعَ لَهُمُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ [2]،فَقَالَ:طُوفُوا بِهِ وَ دَعُوا الْعَرْشَ فَإِنَّهُ لِي رِضًا، فَطَافُوا بِهِ-وَ هُوَ الْبَيْتُ الَّذِي يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَداً-فَوَضَعَ اللَّهُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ تَوْبَةً لِأَهْلِ السَّمَاءِ،وَ وَضَعَ الْكَعْبَةَ تَوْبَةً لِأَهْلِ الْأَرْضِ.

فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَ//ذكَ وَ تَعَالَى: إِنِّي خٰالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصٰالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سٰاجِدِينَ [3]-قَالَ-وَ كَانَ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ تَقْدِمَةً فِي آدَمَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ،وَ احْتِجَاجاً مِنْهُ عَلَيْهِمْ».

قَالَ:«فَاغْتَرَفَ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ غُرْفَةً بِيَمِينِهِ مِنَ الْمَاءِ الْعَذْبِ الْفُرَاتِ-وَ كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ [4]-فَصَلْصَلَهَا فِي كَفِّهِ حَتَّى جَمَدَتْ،فَقَالَ لَهَا:مِنْكَ أَخْلُقُ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ،وَ عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ،وَ الْأَئِمَّةَ الْمُهْتَدِينَ،وَ الدُّعَاةَ إِلَى الْجَنَّةِ وَ أَتْبَاعَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لاَ أُبَالِي،وَ لاَ أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ.

ثُمَّ اغْتَرَفَ غُرْفَةً أُخْرَى مِنَ الْمَاءِ الْمَالِحِ الْأُجَاجِ،فَصَلْصَلَهَا فِي كَفِّهِ فَجَمَدَتْ،فَقَالَ لَهَا:مِنْكَ أَخْلُقُ الْجَبَّارِينَ، وَ الْفَرَاعِنَةَ وَ الْعُتَاةَ وَ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ،وَ الدُّعَاةَ إِلَى النَّارِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ أَشْيَاعَهُمْ وَ لاَ أُبَالِي،وَ لاَ أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ».

قَالَ:«وَ شَرَطَ [5] الْبَدَاءَ [6] فِيهِمْ [7]،وَ لَمْ يَشْتَرِطْ فِي أَصْحَابِ الْيَمِينِ؛ثُمَّ خَلَطَ الْمَاءَيْنِ جَمِيعاً فِي كَفِّهِ


[1] البقرة 2:32.

[2] قال الطّريحيّ(رحمه اللّه):قيل:هو في السّماء حيال الكعبة ضجّ من الغرق،فرفعه اللّه إلى السّماء و بقي أسّه،يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك ثمّ لا يعودون إليه،و المعمور:المأهول،و عمرانه كثرة غاشية من الملائكة.«مجمع البحرين-عمر-3:412».

[3] الحجر 15:28 و 29.

[4] قال ابن الأثير:أي إنّ يديه تبارك و تعالى بصفة الكمال،لا نقص في واحدة منهما،لأنّ الشّمال تنقص عن اليمين،و كلّ ما جاء في القرآن و الحديث من إضافة اليد و الأيدي،و اليمين و غير ذلك من أسماء الجوارح إلى اللّه تعالى،فإنّما هو على سبيل المجاز و الاستعارة،و اللّه منزّه عن التّشبيه و التجسيم.«النّهاية-يمن-5:301». و قال المجلسيّ(رحمه اللّه):يمكن توجيهه بوجوه ثلاثة:الأوّل:أن يكون المراد باليد القدرة،و اليمين كناية عن قدرته على اللّطف و الإحسان و الرّحمة،و الشّمال كناية عن قدرته على القهر و البلايا و النّقمات،و المراد بكون كلّ منهما يمينا كون قهره و نقمته و بلائه أيضا لطفا و خيرا و رحمة،الثّاني:أن يكون المراد على هذا التّأويل أيضا أنّ كلاّ منهما كامل في ذاته لا نقص في شيء منهما،الثّالث:أن يكون المراد بيمينه يمين الملك الّذي أمره بذلك،و يكون كلتا يديه يمينا مساواة قوّة يديه و كمالهما.«بحار الأنوار 11:107».

[5] في المصدر:و شرطه في ذلك.

[6] بدا له في الأمر:إذا ظهر له استصواب شيء غير الأوّل،و الاسم منه البداء و هو بهذا المعنى مستحيل على اللّه تعالى.كما جاءت به الرّواية عنهم(عليهم السّلام):«بأنّ اللّه لم يبد له من جهل»!و قوله(عليه السّلام):«ما بدا للّه في شيء إلاّ كان في علمه قبل أن يبدو له».«مجمع البحرين-بدا- 1-45».

[7] (فيهم)ليس في المصدر.

نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست