نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 12 صفحه : 177
بالحج لا ينوون عمرة و لا
يدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول اللَّه ص مكة طاف بالبيت و طاف الناس معه ثم صلى
ركعتين عند المقام و استلم الحجر ثم قال أبدأ بما بدأ اللَّه عز و جل به فأتى
الصفا فبدأ بها ثم طاف بين الصفا و المروة سبعا فلما قضى طوافه عند المروة قام
خطيبا فأمرهم أن يحلوا و يجعلوها عمرة و هو شيء أمر اللَّه عز و جل به فأحل الناس
و قال رسول اللَّه ص لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم و لم يكن
يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي كان معه إن اللَّه عز و جل يقولوَ لا تَحْلِقُوا
رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ[1]- فقام سراقة بن مالك بن جعشم الكناني فقال يا رسول اللَّه علمنا
كأنا خلقنا اليوم أ رأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لكل[2]عام فقال رسول اللَّه ص لا بل للأبد و إن رجلا قام فقال يا رسول
اللَّه ص نخرج حجاجا و رءوسنا تقطر فقال رسول اللَّه ص إنك لن تؤمن بها أبدا قال و
أقبل علي ع من اليمن حتى وافى الحج فوجد فاطمة ع قد أحلت و وجد ريح الطيب فانطلق
إلى رسول اللَّه ص مستفتيا فقال رسول اللَّه ص يا علي بأي شيء
[2] . قوله «لعامنا هذا أم لكل عام» ظاهر الكلام أنّه سؤال عمّا استعظموه من
الإحلال بين أعمال الحجّ قال النّووى في شرح صحيح مسلم: و المختار أنّ عمر و عثمان
و غيرهما إنّما نهوا عن المتعة الّتي هي الاعتمار في أشهر الحجّ ثمّ الحجّ من عامه
و مرادهم نهي أولويّة و التّرغيب في الإفراد لكونه أفضل و قد انعقد الإجماع على
جواز الإفراد و التّمتع في القرآن من غير كراهة. و إنّما اختلفوا في الأفضل منها.
انتهى.
و الحاصل أنّ عمر بن
الخطّاب لم يمنع عن حجّ التّمتع مطلقا لأنّ المسلمين أجمعوا على خلافه ... «ش».
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 12 صفحه : 177