فلم يغن عنه
ذلك و لم يخل سبيل عمر، حتى ولي يزيد بن عبد الملك فأقدمه و قد غنّته حبابة بصوت
في شعره.
/ أخبرنا
إسماعيل بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة قال قال هشام بن حسّان:
كان السبب في
ردّ يزيد بن عبد الملك الأحوص أن جميلة غنّته يوما:
كريم قريش حين
ينسب و الّذي
أقرّت له بالملك
كهلا و أمردا
فطرب يزيد و
قال: ويحك! من كريم قريش هذا؟ قالت: أنت يا أمير المؤمنين، و من عسى أن يكون ذلك
غيرك! قال: و من قائل هذا الشعر فيّ؟ قالت: الأحوص و هو منفيّ. فكتب بردّه/ و حمله
إليه و أنفذ إليه صلات سنيّة. فلمّا قدم إليه أدناه و قرّبه و أكرمه. و قال له
يوما في مجلس حافل: و اللّه لو لم تمت إلينا بحقّ و لا صهر و لا رحم إلّا بقولك:
و إني لأستحييكم
أن يقودني
إلى غيركم من سائر
الناس مطمع
لكفاك ذلك
عندنا. قال: و لم يزل ينادمه و ينافس به حتى مات. و أخبار الأحوص في هذا السبب و
غيره قد مضت مشروحة في أوّل ما مضى من ذكره و أخباره؛ لأن الغرض هاهنا ذكر بقية
خبره مع عمر بن أبي ربيعة في الشعرين اللّذين أنكرهما عليهما عمر بن عبد العزيز و
أشخصا من أجلهما.
سليمان بن
عبد الملك و نفيه ابن أبي ربيعة إلى الطائف:
أخبرنا محمد بن
خلف وكيع قال حدّثنا أحمد بن زهير قال: مصعب بن عبد اللّه قال:
حجّ سليمان بن
عبد الملك و هو خليفة، فأرسل إلى عمر بن أبي ربيعة فقال له: أ لست القائل: