هدده
ابن الزبير و غيره جلاء قومه تميم عن البيت فقال في ذلك شعرا:
أخبرني أحمد
قال حدّثني عمرو بن شبّة قال قال عثمان بن سليمان:
شهدت الفرزدق
يوم نازع النّوار فتوجّه القضاء عليه، فأشفق من ذلك و تعرّض لابن الزّبير بكلام
أغضبه، و كان ابن الزّبير حديدا. فقال له ابن الزّبير: أيا ألأم الناس! و هل أنت و
قومك إلا جالية العرب! و أمر به/ فأقيم. و أقبل علينا فقال: إن بني تميم كانوا
وثبوا على البيت قبل الإسلام بمائة و خمسين سنة فاستلبوه؛ و أجمعت العرب عليها لما
انتهكت ما لم ينتهكه أحد قطّ فأجلتها من أرض تهامة. فلما كان في طائفة من ذلك
اليوم لقيني الفرزدق فقال:
هيه! أ يعيّرنا
ابن الزّبير جلاءنا [1] عن البيت! اسمع! ثم قال:
و ذكر الزّبير
بن بكّار عن عمه أن عبد اللّه بن الزّبير لمّا حكم على الفرزدق قال: إنما حكمت
عليّ بهذا لأفارقها فتثب عليها؛ و أمر به فأقيم، و قال له ما قال في بني تميم.
قال: ثم خرج عبد اللّه بن الزّبير إلى المسجد فرأى الفرزدق في بعض طرق مكة و قد
بلغته أبياته التي قالها، فقبض ابن الزّبير على عنقه فكاد يدقّها، ثم قال:
[1]
في الأصول: «أ يعيرنا ابن الزبير بجلائنا» و هي لغة رديئة.
[2] كذا
صححها الأستاذ الشنقيطي في نسخته. و في ج: «ترغبها» و هو تصحيف عن «ترعيها». و في
سائر الأصول: «ترضاها» و هو تحريف.
[3] كذا
صححها الأستاذ الشنقيطي. و في الأصول: «نبت» و هو تصحيف.
[4] أحذ
الريش: قصيره. و الهيم: العطاش. و لعله يكنى بذلك عن الضعف و الذلة.
[5] كذا في ج
و نسخة الشنقيطي. و تؤبس: تكسر. و في سائر الأصول: «تؤنس» بالنون، و هو تصحيف.
[6] لعله جمع
عصم (بالضم) الذي هو جمع عصماء. و العصم الظباء.
[7] كذا
صححها الأستاذ الشنقيطي. و الخور: جمع خوّارة، و هي الغزيرة اللبن من النوق و
الشاء، على غير قياس. و في ج: «الجول».
و الجول:
الجماعة من الإبل. و في سائر الأصول: «الحور» بالحاء المهملة و هو تصحيف.
[8] صوأر:
ماء لكلب فوق الكوفة مما يلي الشام، و هو الماء الذي تعاقر عليه غالب بن صعصعة أبو
الفرزدق و سحيم بن وئيل الرياحي، و كان قد عقر غالب ناقة و فرقها على بيوت الحي، و
جاء إلى سحيم منها بجفنة، فغضب سحيم وردها فقام و عقر ناقة؛ فعقر غالب أخرى و
تعاقرا حتى أقصر سحيم.
[9] العكوم:
جمع عكم، و هو العدل (بكسر العين) أو الكارة و هي وعاء الثياب و الطعام. لعله يريد
أنه ينهب ما تحمله هذه النوق ثم يذبحها.