لأنّ أخباره
كثيرة جدّا، فكرهت أن أثبتها هاهنا في غناء مشكوك فيه، فذكرت نسبه و خبره في هذا
الشعر خاصة، و أخباره تأتي بعد هذا في موضع مفرد يتسع لطول أحاديثه
نسبه:
الفرزدق لقب
غلب عليه. و اسمه همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن
مجاشع بن دارم بن مالك [بن حنظلة بن مالك] بن زيد مناة بن تميم.
هو و جرير و
الأخطل أشعر طبقات الإسلاميين:
و هو و جرير و
الأخطل أشعر/ طبقات الإسلاميّين و المقدّم في الطبقة الأولى منهم. و أخباره تذكر
مفردة في موضع آخر يتّسع لها، و نذكر هاهنا في هذا المعنى. فأخبرني خبره في ذلك
جماعة. فممّن أخبرني به أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة، و
أخبرني به أبو خليفة إجازة عن محمد بن سلّام، و أخبرني به محمد ابن العباس
اليزيديّ عن السّكّريّ عن محمد بن حبيب عن أبي عبيدة و ابن الأعرابيّ، قال عمر بن
شبّة خاصّة في خبره حدّثني محمد بن يحيى قال حدّثني أبي:
حديث الفرزدق
و النوار و ذمه بني قيس و زهيرا و بني أم النسير لمعاونتهم إياها:
أنّ عبد اللّه
بن الزّبير تزوّج تماضر بنت منظور بن زبّان، و أمّها مليكة بنت خارجة بن سنان بن
أبي حارثة، فخاصم الفرزدق امرأته النّوار إلى ابن الزّبير. هكذا ذكر محمد بن يحيى
و لم يذكر السبب في الخصومة، و ذكرها عمر بن شبّة و لم يروها عن أحد، و ذكرها ابن
حبيب عن أصحابه، و ذكرها أبو غسّان دماذ عن أبي عبيدة: أن رجلا من بني أميّة خطب
النّوار بنت أعين المجاشعيّة، فرضيته و جعلت أمرها إلى الفرزدق. فقال لها: أشهدي
لي بذلك على نفسك شهودا ففعلت، و اجتمع الناس لذلك. فتكلّم الفرزدق ثم قال: اشهدوا
أنّي قد تزوّجتها و أصدقتها كذا و كذا، فأنا ابن عمّها/ و أحقّ بها. فبلغ ذلك
النّوار فأبته و استترت من الفرزدق و جزعت و لجأت إلى بني قيس بن عاصم المنقريّ.
فقال فيها:
فقالوا: و
اللّه لئن زدت على هذين البيتين لتقتلنّك غيلة. فنافرته إلى عبد اللّه بن الزّبير
و أرادت الخروج إليه؛ فتحامى الناس كراءها. ثم إن رجلا من بني عديّ يقال له زهير
بن ثعلبة و قوما يعرفون ببني أمّ النّسير أكروها؛ فقال الفرزدق: