قال: فخرج
كثيّر فأتى الكوفة، فرمي به إلى مسجد بارق. فقالوا له: أنت من أهل الحجاز؟ قال
نعم. قالوا: فأخبرنا عن رجل شاعر ولد زنا يدعى كثيّرا. قال سبحان اللّه! أمّا
تسمعون أيها المشايخ ما يقول الفتيان! قالوا: هو ما قاله لنفسه. فانسلّ منهم و جاء
إلى والي الكوفة حسّان بن كيسان، فطّيره على البريد. و قال عمر بن شبّة في خبره:
إنّ سراقة البارقيّ هو المخاطب له بهذه الشتيمة و إنه عرفه و قال له: إن قلت هذا
على المنبر قتلتك قحطان و أنا أوّلهم، فانصرف إلى منزله و لم يعد إلى عبد الملك.
نبذة عن
سراقة البارقي و قصته مع المختار حين أسر:
و كان سراقة
هذا شاعرا ظريفا. فأخبرني عمّي قال حدّثني الكرانيّ عن النّضر بن عمر [8] عن
الهيثم بن عديّ عن الأعمش عن إبراهيم قال:
كان سراقة
البارقيّ من ظرفاء أهل العراق، فأسره المختار يوم جبّانة [9] السّبيع، و كانت
للمختار فيها وقعة
[9] جبانة
السبيع: محلة بالكوفة مضافة إلى السبيع و هي قبيلة؛ و كانت وقعة المختار بن أبي
عبيد الثقفي بها حين خرج للثأر من قتلة الحسن بن علي بن أبي طالب. الطبري (ق 2 ج
2).