responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 11

بنو النّضر ترمي من ورائك بالحصى‌

أولو حسب فيهم وفاء و مصدق‌

يفيدونك المال الكثير و لم تجد

لملكهم شبها لو انّك تصدق‌

إذا ركبوا ثارت عليك عجاجة

و في الأرض من وقع الأسنّة أولق [1]

فأجابه الأحوص بقوله:

دع القوم ما حلّوا ببطن قراضم [2]

و حيث تفشّى [3] بيضه المتفلّق‌

فإنّك لو قاربت أو قلت شبهة

لذي الحقّ فيها و المخاصم معلق‌

عذرناك أو قلنا صدقت و إنما

يصدّق بالأقوال من كان يصدق‌

ستأبى بنو عمرو عليك و ينتمي‌

لهم حسب في جذم [4] غسّان معرق‌

فإنّك لا عمرا أباك حفظته‌

و لا النّضر إن ضيّعت شيخك تلحق‌

/ و لم تدرك القوم الذين طلبتهم‌

فكنت كما كان السّقاء المعلّق‌

بجذمة [5] ساق ليس منه لحاؤها [6]

و لم يك عنها قلبه يتعلّق‌

فأصبحت كالمهريق فضلة مائه‌

لبادي سراب بالملا [7] يترقرق‌

قال: فخرج كثيّر فأتى الكوفة، فرمي به إلى مسجد بارق. فقالوا له: أنت من أهل الحجاز؟ قال نعم. قالوا: فأخبرنا عن رجل شاعر ولد زنا يدعى كثيّرا. قال سبحان اللّه! أمّا تسمعون أيها المشايخ ما يقول الفتيان! قالوا: هو ما قاله لنفسه. فانسلّ منهم و جاء إلى والي الكوفة حسّان بن كيسان، فطّيره على البريد. و قال عمر بن شبّة في خبره: إنّ سراقة البارقيّ هو المخاطب له بهذه الشتيمة و إنه عرفه و قال له: إن قلت هذا على المنبر قتلتك قحطان و أنا أوّلهم، فانصرف إلى منزله و لم يعد إلى عبد الملك.

نبذة عن سراقة البارقي و قصته مع المختار حين أسر:

و كان سراقة هذا شاعرا ظريفا. فأخبرني عمّي قال حدّثني الكرانيّ عن النّضر بن عمر [8] عن الهيثم بن عديّ عن الأعمش عن إبراهيم قال:

كان سراقة البارقيّ من ظرفاء أهل العراق، فأسره المختار يوم جبّانة [9] السّبيع، و كانت للمختار فيها وقعة


[1] الأولق: الجنون.

[2] قراضم: موضع بالمدينة.

[3] كذا في «معجم ياقوت» في الكلام على قراضم. و في الأصول: «تغشى» بالغين المعجمة.

[4] الجذم: الأصل.

[5] كذا في ج: و الجذمة: القطعة. و في سائر الأصول: «بخدمة ساق». و يتعلق: لعل صوابه «يتفلق». أي و لم يكن قلبه منشقا عنها.

[6] اللحاء: قشر الشجرة.

[7] الملا: الصحراء.

[8] في ح هنا: «عمرو».

[9] جبانة السبيع: محلة بالكوفة مضافة إلى السبيع و هي قبيلة؛ و كانت وقعة المختار بن أبي عبيد الثقفي بها حين خرج للثأر من قتلة الحسن بن علي بن أبي طالب. الطبري (ق 2 ج 2).

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست