كان عراك بن مالك و أبو بكر بن حزم و
عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة يتجالسون بالمدينة زمانا. ثم أن ابن حزم ولي
إمرتها و ولي عراك القضاء، و كانا يمرّان بعبيد اللّه فلا يسلّمان عليه و لا
يقفان، و كان/ ضريرا فأخبر بذلك، فأنشأ يقول:
و الذي بعده
لحن من الثقيل الأوّل بالبنصر من رواية عمرو بن بانة و ابن المكّيّ و يونس و
غيرهم. و زعم ابن شهاب الزّهريّ أن عبيد اللّه قال هذه الأبيات في عمر بن عبد
العزيز و عمرو بن عثمان، يعني [أن] الأبيات الأول ليست منها في شيء، و إنما
أدخلت فيها لاتّفاق الرّويّ و القافية.
أخبرني أحمد بن
عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ قال
حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن ابن شهاب قال:
/ جئت عبيد اللّه
بن عبد اللّه يوما في منزله فوجدته ينفخ و هو مغتاظ؛ فقلت له: مالك؟ قال: جئت
أميركم آنفا- يعني عمر بن عبد العزيز- فسلّمت عليه و على عبد اللّه بن عمرو بن
عثمان، فلم يردّا عليّ، فقلت:
فمسّا تراب الأرض
منها خلقتما
و ذكر الأبيات
الأربعة. قال فقلت له: رحمك اللّه! أ تقول الشعر في فضلك و نسكك! قال: إنّ المصدور
إذا نفث برأ.
قال أبو زيد
حدّثنا إبراهيم بن المنذر، و أنشدني هذه الأبيات عبد العزيز بن أبي ثابت عن ابن
أبي الزّناد له و ذكر مثل ذلك و أنها في عمر بن عبد العزيز و عبد اللّه بن عمرو، و
زاد فيها: