responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 100

كان عراك بن مالك و أبو بكر بن حزم و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة يتجالسون بالمدينة زمانا. ثم أن ابن حزم ولي إمرتها و ولي عراك القضاء، و كانا يمرّان بعبيد اللّه فلا يسلّمان عليه و لا يقفان، و كان/ ضريرا فأخبر بذلك، فأنشأ يقول:

/

ألا أبلغا عنّي عراك بن مالك‌

و لا تدعا أن تثنيا بأبي بكر

فقد جعلت تبدو شواكل منكما

كأنّكما بي موقران من الصّخر

و طاوعتما بي داعكا [1] ذا معاكة

لعمري لقد أزرى و ما مثله يزري‌

و لو لا اتّقائي ثم بقياي فيكما

للمتكما لوما أحرّ من الجمر

صوت‌

فمسّا تراب الأرض منها خلقتما

و منها المعاد و المصير إلى الحشر

و لا تأنفا أن تسألا و تسلّما

فما خشي الإنسان شرّا من الكبر

فلو شئت أن ألفي عدوّا و طاعنا

لألفيته أو قال عندي في السرّ

فإن أنا لم آمر و لم أنه عنكما

ضحكت له حتى يلجّ و يستشري‌

عروضه من الطويل. غنّي في:

فمسّا تراب الأرض منها خلقتما

و الذي بعده لحن من الثقيل الأوّل بالبنصر من رواية عمرو بن بانة و ابن المكّيّ و يونس و غيرهم. و زعم ابن شهاب الزّهريّ أن عبيد اللّه قال هذه الأبيات في عمر بن عبد العزيز و عمرو بن عثمان، يعني [أن‌] الأبيات الأول ليست منها في شي‌ء، و إنما أدخلت فيها لاتّفاق الرّويّ و القافية.

أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ قال حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن ابن شهاب قال:

/ جئت عبيد اللّه بن عبد اللّه يوما في منزله فوجدته ينفخ و هو مغتاظ؛ فقلت له: مالك؟ قال: جئت أميركم آنفا- يعني عمر بن عبد العزيز- فسلّمت عليه و على عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، فلم يردّا عليّ، فقلت:

فمسّا تراب الأرض منها خلقتما

و ذكر الأبيات الأربعة. قال فقلت له: رحمك اللّه! أ تقول الشعر في فضلك و نسكك! قال: إنّ المصدور إذا نفث برأ.

قال أبو زيد حدّثنا إبراهيم بن المنذر، و أنشدني هذه الأبيات عبد العزيز بن أبي ثابت عن ابن أبي الزّناد له و ذكر مثل ذلك و أنها في عمر بن عبد العزيز و عبد اللّه بن عمرو، و زاد فيها:

و كيف يريدان ابن تسعين حجّة

على ما أتى و هو ابن عشرين أو عشر


[1] الداعك: الأحمق. و المعاكة: الحمق.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست