فما لائمي فيها و إن كان ناصحا
بأعلم منّي بالرّحيق المعتق
و لكنّ قلبي مستهام بحبها
و حبّ القيان رأي كلّ محمّق
أحبّ التي لا أملك الدّهر بغضها
و ذلك فعل معجب كلّ أخرق
سأشربها صرفا و أسقي صحابتي
و أطلب غرّات الغزال المنطّق [1]
هو و نديم له من قريش
: أخبرني محمد بن مزيد، قال: حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه، عن عاصم بن الحدثان، قال:
كان لحارثة بن بدر نديم من قريش يصيب معه الشراب، و لا يفارقه إذا شرب، و قال فيه.
و أبيض من أولاد سعد بن مالك
سقيت من الصّهباء حتى تقطّرا [2]
و حتى رأى الشّخص القريب بسكره
شخوصا فنادى يال سعد و كبّرا
فقلت أ سكران؟ فقال مكابرا [3]
أبى اللّه لي أن أستخفّ و أسكرا
فقلت له اشرب هذه بابليّة
تخال بها مسكا ذكيا و عنبرا [4]
فلما حساها هرّها [5] ثمّ إنّه
تماسك شيئا واجما متفكّرا
/ و قال أعدها قلت صبرا سويعة
فهوّم شيئا ثم قام فبربرا [6]
فقلت له نم ساعة علّ ما أرى [7]
من السّكر يبدي منك صرما مذكّرا [8]
قال إسحاق: قال عاصم بن الحدثان:
هو و مخارق بن صخر و قد دخل عليه و هو مصطبح
: كان أبو صخر مخارق بن صخر أحد بني ربيعة بن مالك شاعرا، و هو خال أبي حزانة، أو خال أبي جميعة [9]، و كان صديقا لحارثة بن بدر، فدخل عليه يوما. و هو مصطبح، فعاتبه [حارثة بن بدر [10]] و قال [11] [له]: قد أسقطت
[2] تقطر: ألقى على قطره، أي ظهره.
[3] أ، س: «مكابر».
[4] أ، ب: «مخالطة مسكا ذكيا و عنبرا».
[5] كذا في أ، ب. و هرها: أطلقها من بطنه. و في س: «هدها».
[6] هوّم: هز رأسه من النعاس. و بربر: خلط في كلامه هاذيا.
[7] أ، ب: «عل ما ترى».
[8] الصرم: الهجر. و مذكر: قاطع حاسم. يريد إقلاعا عن شرب الخمر لا رجعة بعده.
[9] أ، ب: «حنيفة».
[10] التكملة من أ.
[11] تكملة من أ، ب.