/ فلما جلس حارثة قال له سعد: يا حارثة، أينع
الكرم؟ قال: نعم، و استودع ماءه الأصيص [2]، فمه؟ قال:
إني لم أرد بأسا.
قال: أجل! و لست من أهل البأس: و لكن هل لك علم بالأتان إذا اعتاص رحمها [3]، كيف
يسطى عليها، أ كما يسطى على الفرس، أم كيف؟ قال: واحدة بواحدة، و البادي أظلم،
سألتني عما لا علم لي به، و سألتك عما تعلم. قال: أنت بما سألتك عنه أعلم مني بما
سألتني عنه، و لكن من شاء جهّل نفسه و أنكر ما يعرف. و قال حارثة يهجو سعدا:
: أخبرني هاشم
بن محمد، قال: أنبأنا الرّياشي عن الأصمعي و أبي عبيدة، قالا:
كان حارثة بن
بدر يجالس مالك بن مسمع فإذا جاء وقت يشرب فيه قام، فأراد مالك أن يعلم من حضره
أنه قام ليشرب، فقال له: إلى أين تمضي يا أبا العنبس؟ قال، أجيء بعبّاد بن الحصين
يفقأ عينك الأخرى- و قال الأصمعيّ: «أمضي فأفقأ عين عبّاد بن الحصين لآخذ لك
بثأرك- و كان عباد فقأ عين مالك يوم المربد [6].
شعره في فتنة
مسعود
: قال:
و ذكر
المدائنيّ أن حارثة بن بدر كان يومئذ- و هو يوم فتنة مسعود- على خيل حنظلة بإزاء
بكر بن وائل، فجعل عبس بن مطلق بن ربيعة الصّريمي على الخيل بحيال الأزد، و معه
سعد و الربّاب و الأساورة، و قال حارثة بن بدر: