سبب
افتتان عبد الرحمن بن أبي عمار القس بها و شعره فيها
: قال: و القسّ
هو عبد الرحمن بن أبي عمّار من بني جشم بن معاوية، و كان منزله بمكة. و كان سبب
افتتانه بها فيما حدّثني خلّاد الأرقط قال سمعت من شيوخنا أهل مكة يقولون: كان
القسّ من أعبد أهل مكة، و كان يشبّه بعطاء بن أبي رباح، و أنّه سمع غناء سلّامة
القسّ على غير تعمّد منه لذلك. فبلغ غناؤها منه كلّ مبلغ؛ فرآه مولاها فقال له:
هل لك أن
أخرجها إليك أو تدخل فتسمع! فأبى. فقال مولاها: أنا أقعدها في موضع تسمع غناءها و
لا تراها فأبى؛ فلم يزل به حتى دخل فأسمعه غناءها فأعجبه. فقال له: هل لك في أن
أخرجها إليك؟ فأبى. فلم يزل به حتى أخرجها فأقعدها بين يديه، فتغنّت فشغف بها و
شغفت به، و عرف ذلك أهل مكة. فقالت له يوما: أنا و اللّه أحبّك.
قال: و أنا و
اللّه أحبّك. قالت: و أحبّ أن أضع فمي على فمك. قال: و أنا و اللّه أحبّ ذاك.
قالت: فما يمنعك! فو اللّه إنّ الموضع لخال. قال: إنّي سمعت/ اللّه عزّ و جلّ
يقول: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا
الْمُتَّقِينَ[1] و أنا أكره أن تكون خلّة ما بيني و بينك تؤول إلى عداوة. ثم قام
و انصرف و عاد إلى ما كان عليه من النّسك؛ و قال من فوره [1] فيها: