القرشيّين
من السبعة المعدودين من شعراء العرب. و الغناء [1] لسائب خاثر ثقيل أوّل بالسبّابة
عن الكلبيّ و حبش، و ذكر أنّ لحن سائب خاثر ثقيل/ أوّل بالوسطى، و وافق إسحاق في
ذلك، و ذكر أنّ الثقيل الأوّل لنشيط. و ذكر يونس أن فيه لحنا لمعبد و لم يجنّسه، و
ذكر الهشاميّ أن لحن معبد خفيف ثقيل، و أنّ فيه لابن سريج خفيف رمل.
سمعه معاوية
عند ابنه يزيد فأعجبه و أمر يزيد بصلته
: أخبرنا أحمد
بن عبيد اللّه بن عمّار و أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ و إسماعيل بن يونس قالوا
حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني قبيصة بن عمرو قال حدّثنا محمد بن المنهال عن رجل
حدّثه، و ذكر ذلك أيضا ابن الكلبيّ عن لقيط قال:
أشرف معاوية بن
أبي سفيان ليلا على منزل يزيد ابنه، فسمع صوتا أعجبه، و استخفّه السماع فاستمع
قائما حتى ملّ، ثم دعا بكرسيّ فجلس عليه، و اشتهى الاستزادة فاستمع بقية ليلته حتى
ملّ. فلما أصبح غدا عليه يزيد.
فقال له: يا
بنيّ! من كان جليسك البارحة؟ قال: أيّ جليس يا أمير المؤمنين؟ و استعجم عليه. قال:
عرّفني فإنه لم يخف عليّ شيء من أمرك. قال: سائب خاثر. قال: فأخثر [2] له يا بنيّ
من برّك وصلتك، فما رأيت بمجالسته بأسا.
سمعه معاوية
عند ابن جعفر فأعجب به
: قال ابن
الكلبيّ: قدم معاوية المدينة في بعض ما كان يقدم؛ فأمر حاجبه بالإذن للناس؛ فخرج
الآذن ثم رجع فقال: ما بالباب أحد. فقال معاوية: و أين الناس؟ قال: عند ابن جعفر.
فدعا ببغلته فركبها ثم توجّه إليهم. فلما جلس قال بعض القرشيّين/ لسائب خاثر:
مطرفي هذا لك- و كان من خزّ- إن أنت اندفعت تغنّي و مشيت بين السّماطين و أنت
تغنّي. فقام و مشى بين السماطين و غنّى:
لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضّحى
و أسيافنا يقطرن من نجدة دما
فسمع منه
معاوية و طرب و أصغى إليه حتى سكت و هو مستحسن لذلك، ثم قام و انصرف إلى منزله. و
أخذ سائب خاثر المطرف.
قتله يوم
الحرة و كلام يزيد فيه
: أخبرني حبيب
بن نصر عن عمر بن شبّة عن الزّبيريّ، و أخبرني أبو بكر بن أبي شيبة البزّار قال
حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائنيّ قال:
قتل سائب خاثر
يوم الحرّة، و كان خشي على نفسه من أهل الشأم فخرج إليهم و جعل يحدّثهم و يقول:
أنا مغنّ، و من حالي و قصّتي كيت و كيت؛ و قد خدمت أمير المؤمنين يزيد و أباه
قبله. قالوا: فغنّ لنا، فجعل يغنّي؛ فقام إليه أحدهم فقال له: أحسنت و اللّه! ثم
ضربه بالسيف فقتله. و بلغ يزيد خبره و مرّ به اسمه في أسماء من قتل يومئذ فلم
يعرفه و قال: من سائب خاثر هذا؟ فقيل له: هو سائب خاثر المغنّي. فعرفه فقال:
ويله!! ما له و لنا! أ لم
[1]
هذه الألحان رويت هكذا في أكثر الأصول و في أ، م: «و الغناء لسائب خاثر ثقيل أول
بالوسطى و وافق إسحاق في ذلك و ذكر أن الثقيل الأول للنشيط ... إلخ». و في كلتا
الروايتين اضطراب لا يخفى.