responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 443

له: [بيت‌] [1] الأخطل. فأتاه فقال: انزل. فلمّا نزل قام/ إليه الأخطل و هو لا يعرفه إلا أنه ضيف؛ فقعدا يتحدّثان.

فقال له الأخطل: ممّن الرجل؟ قال: من بني تميم. قال: فإنك إذا من رهط أخي الفرزدق. فقال: تحفظ من شعره شيئا؟ قال: نعم كثيرا. فما زالا يتناشدان و يتعجّب الأخطل من حفظه شعر الفرزدق إلى أن عمل فيه الشراب، و قد كان الأخطل قال له قبل ذلك: أنتم معشر/ الحنفيّة لا ترون أن تشربوا من شرابنا. فقال له الفرزدق: خفّض قليلا و هات من شرابك فاسقنا. فلمّا عملت الرّاح في أبي فراس قال: أنا و اللّه الذي أقول في جرير فأنشده. فقام إليه الأخطل فقبّل رأسه و قال: لا جزاك اللّه عنّي خيرا! لم كتمتني نفسك منذ اليوم! و أخذا في شرابهما و تناشدهما، إلى أن قال له الأخطل: و اللّه إنك و إيّاي لأشعر منه و لكنه أوتي من سير الشعر ما لم نؤته؛ قلت أنا بيتا ما أعلم أنّ أحدا قال أهجى منه، قلت:

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم‌

قالوا لأمّهم بولي على النار

فلم يروه إلّا حكماء أهل الشعر. و قال هو:

و التغلبيّ إذا تنحنح للقرى‌

حكّ استه و تمثّل الأمثالا

فلم تبق سقاة و لا أمثالها إلا رووه. فقضيا له أنه أسير شعرا منهما.

كان له دار ضيافة فمر به عكرمة الفياض و هو لا يعرفه فأكرمه‌

أخبرني إسماعيل بن يونس الشّيعيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال قال المدائنيّ:

كان للأخطل الشاعر دار ضيافة، فمرّ به عكرمة الفيّاض و هو لا يعرفه، فقيل له: هذا رجل شريف قد نزل بنا.

فلمّا أمسى بعث إليه فتعشّى معه، ثم قال له: أ تصيب من الشراب شيئا؟ قال: نعم. قال: أيه؟ قال: كلّه إلّا شرابك. فدعا له بشراب يوافقه، و إذا عنده قينتان هما خلفه و بينه و بينهما ستر، و إذا الأخطل أشهب اللّحية له ضفيرتان؛ فغمز الستر بقضيب في يده و قال: غنيّاني بأردية الشعر، فغنّتاه بقول عمرو بن شأس:

/

و بيض تطلّى بالعبير كأنما

يطأن و إن أعنقن [2] في جدد وحلا

لهونا بها يوما و يوما بشارب‌

إذا قلت مغلوبا وجدت له عقلا

السبب في مدحه عكرمة بن ربعي الفياض‌

فأما السبب في مدح الأخطل عكرمة بن ربعيّ الفيّاض فأخبرنا به أبو خليفة عن محمد بن سلّام قال:

قدم الأخطل الكوفة فأتى حوشب بن رويم الشّيبانيّ، فقال: إني تحملت حمالتين لأحقن بهما دماء قومي فنهره، فأتى سيّار بن البزيعة، فسأله فاعتذر إليه، فأتى عكرمة الفيّاض، و كان كاتبا لبشر بن مروان، فسأله و أخبره بما ردّ عليه الرجلان؛ فقال: أمّا إني لا أنهرك و لا أعتذر إليك، و لكني أعطيك إحداهما عينا و الأخرى عرضا. قال:

و حدث أمر بالكوفة فاجتمع له الناس في المسجد، فقيل له: إن أردت أن تكافى‌ء عكرمة يوما فاليوم. فلبس جبّة خزّ و ركب فرسا و تقلّد صليبا من ذهب و أتى باب المسجد و نزل عن فرسه. فلما رآه حوشب و سيّار نفسا عليه ذلك،


[1] زيادة يقتضيها السياق.

[2] الإعناق: سير فسيح سريع. و الجدد: الطرق.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست