: هي جميلة
مولاة بني سليم ثم مولاة بطن منهم يقال لهم بنو بهز، و كان لها زوج من موالي بني
الحارث بن الخزرج، و كانت تنزل فيهم، فغلب عليها ولاء زوجها، فقيل: إنها مولاة
للأنصار، تنزل بالسّنح [1] و هو الموضع الذي كان ينزله أبو بكر الصّدّيق؛ ذكر ذلك
إبراهيم بن زياد الأنصاري الأمويّ السّعيدي. و ذكر عبد العزيز بن عمران أنها مولاة
للحجّاج بن علاط السّلميّ و هي أصل من أصول الغناء، و عنها أخذ معبد و ابن عائشة و
حبابة و سلّامة و عقيلة العقيقية و الشّمّاسيّتان خليدة و ربيحة. و فيها يقول عبد
الرحمن بن أرطأة:
صوت
إنّ الدّلال و حسن الغنا
ء سط بيوت بني الخزرج
/ و تلكم جميلة زين النساء
إذا هي تزدان للمخرج
إذا جئتها بذلت ودّها
بوجه منير لها أبلج
الشعر لعبد
الرحمن بن أرطأة. و الغناء لمالك خفيف ثقيل أوّل مطلق في مجرى الوسطى، و يقال: فيه
الدّلال و جميلة لحنان.
كانت أعلم
خلق اللّه بالغناء
: أخبرني
الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن أبي جعفر القرشيّ عن المحرزيّ [2] قال:
كانت جميلة
أعلم خلق اللّه بالغناء؛ و كان معبد يقول: أصل الغناء جميلة و فرعه نحن، و لو لا
جميلة لم نكن نحن مغنّين.
كيف تعلمت
الغناء
: قال إسحاق و
حدّثني أيّوب بن عباية قال حدّثني رجل من الأنصار قال:
سئلت جميلة:
أنّى لك هذا الغناء؟ قالت: و اللّه ما هو إلهام و لا تعليم و لكنّ أبا جعفر سائب
خاثر كان لنا جارا و كنت أسمعه يغنّي و يضرب بالعود فلا أفهمه، فأخذت تلك النّغمات
فبنيت عليها غنائي، فجاءت أجود من تأليف ذلك الغناء، فعلمت و ألقيت، فسمعني موالياتي
[3] يوما و أنا أغنّي سرّا ففهمنني و دخلن عليّ و قلن: قد علمنا فما تكتمينا.
فأقسمن عليّ، فرفعت صوتي و غنّيتهنّ بشعر زهير بن أبي سلمى: