نزلت سارية [6]
من بني سدرة على بني قشير بمالهم؛ فجعلت فتيان قشير تترجّل و تتزيّن و تزور بيوت
سدرة.
فاستنهوهم [7]؛
فقال يزيد بن/ الطّثريّة: و ما في هذا عليكم! زوروا بيوتنا كما نزور بيوتكم، و
قال:
دعوهنّ يتبعن الصّبا و تبادلوا
بنا ليس بأس بيننا بالتّبادل
ثم إنّ بني
سدرة قالوا لنسائهم: ويحكنّ فضحتنّنا! نأتي نساء هؤلاء فلا نقدر عليهنّ و يأتونكنّ
فلا تحتجبن عنهم.
فقالت كهلة
منهنّ: مروا نساءكم يجتمعن إلى بيتي، فإذا جاءوا لم يجدوا امرأة إلا عندي، فإن
يزيد أتاني لم يعد في بيوتكم ففعلوا. فجاء يزيد فقال:
سلام عليكنّ الغداة فما لنا
إليكنّ إلا أن تشأن سبيل
فقالت الكهلة:
و من أنت؟ فقال:
أنا الهائم الصّبّ الذي قاده الهوى
إليك فأمسى في حبالك مسلما
برته دواعي الحبّ حتى تركنه
سقيما و لم يتركن لحما و لا دما
فقالت: اختر
إحدى ثلاث خصال: إمّا أن تمضي ثم ترجع علينا فإنّا نرقب عيون الرجال فإنهم قد
سبّونا فيك؛ و إمّا أن تختار أحبّنا إليك، و أن تطلب امرأة واحدة خير من أن يشهرك
الناس، و نسي الثالثة. فقال: سآخذ إحداهن، فاختاري أنت إحدى ثلاث خصال. قالت: و ما
هنّ؟ قال: إما أن أحملك على مرضوف [8] من أمري فتركبيه، و إما
[1]
الممزج: المخلط الكذاب، و الذي لا يثبت على خلق.