responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 326

غرائز لم يلقين بؤس معيشة

يجنّ بهنّ الناظر [1] المتنوّق‌

و غلغلت [2] من وجد إليهنّ بعد ما

سريت و أحشائي من الخوف تخفق‌

معي صارم قد أخلص القين صقله‌

له حين أغشيه الضّريبة رونق‌

فلو لا احتيالي ضقن ذرعا بزائر

به من صبابات إليهنّ أولق [3]

تسوك بقضبان الأراك مفلّجا

يشعشع فيه الفارسيّ [4] المروّق‌

أ بثنة للوصل الذي كان بيننا

نضا مثل ما ينضوا الخضاب فيخلق‌

أ بثنة ما تنأين إلا كأنّني‌

بنجم الثّريّا ما نأيت معلّق‌

أنشد إسحاق الرشيد أحسن شعره في العتاب‌

: أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:

دخلت على الرشيد يوما فقال لي: يا إسحاق، أنشدني أحسن ما تعرف في عتاب محبّ و هو ظالم متعتّب [5].

/ فقلت: يا أمير المؤمنين قول جميل:

رد الماء ما جاءت بصفو ذنائبه [6]

ودعه إذا خيضت بطرق [7] مشاربه‌

أعاتب من يحلو لديّ عتابه‌

و أترك من لا أشتهي و أجانبه‌

و من لذّة الدنيا و إن كنت ظالما

عناقك مظلوما و أنت تعاتبه‌

/ فقال: أحسن و اللّه! أعدها عليّ؛ فأعدتها حتى حفظها، و أمر لي بثلاثين ألف درهم و تركني و قام فدخل إلى دار الحرم.

ذهب معه صديق له إلى بثينة فطارده أهلها فرجع‌

: أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن السّعيديّ [8] قال: حدّثني رجل كان يصحب جميلا من أهل تيماء قال:

كنت يوما جالسا مع جميل و هو يحدّثني و أحدّثه، إذ ثار و تربّد وجهه، فأنكرته و رأيت منه غير ما كنت أرى، و وثب نافرا مقشعرّ الشعر متغيّر اللون، حتى أتي بناقة له قريبة من الأرض مجتمعة موثّقة الخلق فشدّ عليها رحله، ثم أتي بمحلب فيه لبن فشربه، ثم ثنّى فشربت حتى رويت؛ ثم قال لي: اشدد أداة رحلك و اشرب و اسق جملك‌


[1] تنوّق في أموره: جوّد و بالغ.

[2] غلغل الرجل: دخل في تعب و شدّة. و في «ديوان منتهى الطلب من أشعار العرب»: «تنضيت» و معناها: هزلت.

[3] الأولق: الجنون.

[4] الفارسيّ: من أسماء الخمر.

[5] متعتب: متجنّ.

[6] الذنائب: جمع ذنوب و هي الدلو العظيمة.

[7] الطرق: أن تبول الإبل في الماء و تبعر فتكدره. و يقال للماء الذي خوّضته الإبل فبالت فيه و بعرت: مطروق و طرق.

[8] في ب، س: «السعدي».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست