قال أبو عبيدة
فحدّثني أيّوب بن كسيب قال حدّثني أبي قال: كنت مع جرير، فأتاه رسول بشر بن مروان
فدفع إليه كتابه، و قال له: إنه قد أمرني أن أوصله إليك و لا أبرح حتى تجيب عن
العشر في يومك إن لقيتك نهارا أو ليلتك إن لقيتك ليلا، و أخرج إليه كتاب بشر و قد
نسخ له القصيدة و أمره بأن يجيب عنها. فأخذها و مكث ليلته يجتهد أن يقول شيئا فلا
يمكنه؛ فهتف به صاحبه من الجنّ من زاوية البيت فقال له: أ زعمت أنك تقول الشعر! ما
هو إلّا أن غبت عنك ليلة حتى لم تحسن أن تقول شيئا [2]! فهلّا قلت:
يا بشر حقّ لوجهك التبشير
هلّا قضيت لنا و أنت أمير
/ فقال له جرير: حسبك كفيتك. قال: و سمع قائلا
يقول لآخر: قد أنار الصبح؛ فقال جرير: