responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 273

له. فدخل فاستأذن في الإنشاد، فأمسك عبد الملك. فقال له محمد: أنشد ويحك! فأنشده قصيدته/ التي يقول فيها:

أ لستم خير من ركب المطايا

و أندى العالمين بطون راح‌

فتبسّم عبد الملك و قال: كذلك نحن و ما زلنا كذلك. ثم اعتمد على ابن الزّبير فقال:

دعوت الملحدين أبا خبيب [1]

جماحا هل شفيت من الجماح‌

و قد وجدوا الخليفة هبرزيّا [2]

ألفّ [3] العيص ليس من النّواحي‌

و ما شجرات عيصك في قريش‌

بعشّات [4] الفروع و لا ضواحي‌

/ قال: ثم أنشده إيّاها حتى أتى على ذكر زوجته فيها فقال:

تعزّت أمّ حزرة ثم قالت‌

رأيت الموردين ذوي لقاح‌

تعلّل و هي ساغبة بنيها

بأنفاس [5] من الشّبم القراح‌

فقال عبد الملك: هل ترويها مائة لقحة؟ فقال: إن لم يروها ذلك فلا أرواها اللّه! فهل إليها- جعلني اللّه فداك يا أمير المؤمنين- من سبيل؟ فأمر له بمائة لقحة و ثمانية من الرّعاء. و كانت بين يديه جامات من ذهب؛ فقال له جرير: يا أمير المؤمنين، تأمر لي بواحدة منهنّ تكون محلبا؟ فضحك و ندس [6] إليه واحدة منهنّ بالقضيب و قال: خذها لا نفعتك! فأخذها و قال: بلى و اللّه يا أمير المؤمنين لينفعنّي كلّ ما منحتنيه، و خرج من عنده. قال: و قد ذكر ذلك جرير في شعره فقال يمدح يزيد بن عبد الملك.

أعطوا هنيدة [7] يحدوها ثمانية

ما في عطائهم منّ و لا سرف‌

هجا سراقة البارقي بأمر بشر بن مروان لأنه فضل الفرزدق عليه‌

: أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا دماذ أبو غسّان عن أبي عبيدة قال:

بذل محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة أربعة آلاف درهم و فرسا لمن فضّل من الشعراء الفرزدق على جرير، فلم يقدم عليه أحد منهم إلا سراقة البارقيّ فإنه قال يفضل الفرزدق:


[1] أبو خبيب: هو عبد اللّه بن الزبير، و خبيب ابنه، و به كان يدعى.

[2] الهبرزي: الخالص.

[3] الألف: الملتف. و العيص: الأصل، و هو أيضا الشجر. يريد أنه من وسط العز لا من نواحيه.

[4] العشة: الشجرة الدقيقة القضبان اللئيمة المنبت. و الضواحي: البادية العيدان لا ورق عليها. و في اللسان (مادة ضحى) بعد أن أورد هذا البيت «قال أبو منصور: أراد جرير بالضواحي في بيته قريش الظواهر، و هم الذين لا ينزلون شعب مكة و بطحاءها. أراد جرير أن عبد الملك من قريش الأباطح لا من قريش الظواهر، و قريش الأباطح أشرف و أكرم من قريش الظواهر؛ لأن البطحاويين من قريش حاضرة و هم قطان الحرم، و الظواهر أعراب بادية».

[5] الأنفاس: جمع نفس (كسبب) و هو جرعة الماء. و الشيم: البارد. و القراح: الخالص. يريد أنها تعلمهم بالماء عند افتقاد اللبن.

[6] كذا في ديوانه المخطوط ص 20 و الندس في الأصل: القطن الخفيف. يريد أنه دفع إليه جاما منها بعصا كانت في يده. و في بعض الأصول: «و دحس». و في بعضها: «و دس» و كلاهما تحريف.

[7] هنيدة: اسم من الإبل و غيرها.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست