فقال عبد
الملك: هل ترويها مائة لقحة؟ فقال: إن لم يروها ذلك فلا أرواها اللّه! فهل إليها-
جعلني اللّه فداك يا أمير المؤمنين- من سبيل؟ فأمر له بمائة لقحة و ثمانية من
الرّعاء. و كانت بين يديه جامات من ذهب؛ فقال له جرير: يا أمير المؤمنين، تأمر لي
بواحدة منهنّ تكون محلبا؟ فضحك و ندس [6] إليه واحدة منهنّ بالقضيب و قال: خذها لا
نفعتك! فأخذها و قال: بلى و اللّه يا أمير المؤمنين لينفعنّي كلّ ما منحتنيه، و
خرج من عنده. قال: و قد ذكر ذلك جرير في شعره فقال يمدح يزيد بن عبد الملك.
هجا سراقة
البارقي بأمر بشر بن مروان لأنه فضل الفرزدق عليه
: أخبرني هاشم
بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا دماذ أبو غسّان عن أبي عبيدة قال:
بذل محمد بن
عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة أربعة آلاف درهم و فرسا لمن فضّل من الشعراء
الفرزدق على جرير، فلم يقدم عليه أحد منهم إلا سراقة البارقيّ فإنه قال يفضل
الفرزدق:
[1]
أبو خبيب: هو عبد اللّه بن الزبير، و خبيب ابنه، و به كان يدعى.
[3] الألف:
الملتف. و العيص: الأصل، و هو أيضا الشجر. يريد أنه من وسط العز لا من نواحيه.
[4] العشة:
الشجرة الدقيقة القضبان اللئيمة المنبت. و الضواحي: البادية العيدان لا ورق عليها.
و في اللسان (مادة ضحى) بعد أن أورد هذا البيت «قال أبو منصور: أراد جرير بالضواحي
في بيته قريش الظواهر، و هم الذين لا ينزلون شعب مكة و بطحاءها. أراد جرير أن عبد
الملك من قريش الأباطح لا من قريش الظواهر، و قريش الأباطح أشرف و أكرم من قريش
الظواهر؛ لأن البطحاويين من قريش حاضرة و هم قطان الحرم، و الظواهر أعراب بادية».
[5] الأنفاس:
جمع نفس (كسبب) و هو جرعة الماء. و الشيم: البارد. و القراح: الخالص. يريد أنها
تعلمهم بالماء عند افتقاد اللبن.
[6] كذا في
ديوانه المخطوط ص 20 و الندس في الأصل: القطن الخفيف. يريد أنه دفع إليه جاما منها
بعصا كانت في يده. و في بعض الأصول: «و دحس». و في بعضها: «و دس» و كلاهما تحريف.