بحبل
و قدّمناه لنقتله؛ فقال لنا: هل لكم في خير؟ قلنا: و ما هو؟ قال: تدركون بي الظّعن
أسفل الوادي ثم تقتلونني؛ قلنا: نفعل. فخرجنا حتى نعارض الظّعن أسفل الوادي. فلما
كان بحيث يسمعن الصوت، نادى بأعلى صوته: اسلمي حبيش، عند نفاد العيش. فأقبلت إليه
جارية بيضاء حسناء فقالت:/ و أنت فاسلم على كثرة الأعداء، و شدّة البلاء. فقال:
سلام عليكم دهرا، و إن [1] بقيت عصرا. قالت: و أنت سلام عليك عشرا، و شفعا تترى، و
ثلاثا وترا. فقال:
قال ابن أبي
حدرد: فضربنا عنقه، فتقحّمت الجارية من خدرها حتى أتت نحوه فالتقمت فاه، فنزعنا
منها رأسه و إنها لتكسع [6] بنفسها حتى ماتت مكانها. و أفلت/ من القوم غلام من بني
أقرم يقال له السّميدع حتى اقتحم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبره
بما صنع خالد و شكاه.
بلغ رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما فعل خالد فأرسل عليا رضي اللّه عنه لأهل القتلى
فوداهم
: قال ابن دأب:
فأخبرني صالح بن كيسان أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سأله: «هل أنكر عليه
أحد ما صنع»؟ فقال: نعم، رجل أصفر ربعة و رجل أحمر طويل. فقال عمر: أنا و اللّه يا
رسول اللّه أعرفهما، أمّا الأوّل فهو ابني وصفته، و أما
[1]
كذا في ح. و في سائر الأصول: «و أنت» و هو تحريف.