شعرا.
فخرج ذات يوم من عند بعض أمراء الكوفة و قد حمله على فرس و خلع عليه؛ فوقف
بالكناسة [1] ثم قال:
يا معشر
الكوفيّين، من جاءني منكم بفضيلة لعليّ بن أبي طالب لم أقل فيها شعرا أعطيته فرسي
هذا و ما عليّ.
فجعلوا
يحدّثونه و ينشدهم؛ حتى أتاه رجل منهم و قال:
سمع عن عليّ
قصة فنظمها
: إن أمير
المؤمنين/ عليّ بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه عزم على الركوب؛ فلبس ثيابه و
أراد لبس الخفّ فلبس أحد خفّيه، ثم أهوى إلى الآخر ليأخذه فانقضّ عقاب من السماء
فحلّق به ثم ألقاه فسقط منه أسود [2] و انساب فدخل جحرا؛ فلبس عليّ رضي اللّه عنه
الخفّ. قال: و لم يكن قال في ذلك شيئا؛ ففكّر هنيهة ثم قال:
أخبرني أحمد بن
محمد بن محمد بن سعيد قال حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن مستورد قال:
وقف السيّد
يوما بالكوفة، فقال: من أتاني بفضيلة لعليّ بن أبي طالب ما قلت فيها شعرا فله
دينار، و ذكر باقي الحديث. فأما العقاب الذي [4] انقضّ على خفّ عليّ بن أبي طالب
رضي اللّه عنه فحدّثني بخبره أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الهمدانيّ قال/ حدّثني
جعفر بن علي بن نجيح قال حدّثنا أبو عبد الرحمن المسعوديّ عن أبي داود الطّهويّ عن
أبي الزّعل المراديّ [5] قال:
قام عليّ بن
أبي طالب رضي اللّه عنه فتطهّر للصلاة، ثم نزع خفّه فانساب فيه أفعى، فلما عاد
ليلبسه انقضّت عقاب فأخذته فحلّقت به ثم ألقته فخرج الأفعى منه. و قد روي مثل هذا
لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
حدّثني به أحمد
بن محمد بن محمد بن سعيد قال حدّثني محمد بن عبيد بن عقبة قال حدّثنا محمد بن
الصّلت