قال: فهجر و
اللّه مشايخنا جميعا ذلك الرجل و لزموا محبّة السيّد و مجالسته.
ردّ سوّار بن
عبد اللّه شهادته فهجاه
: أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا محمد بن زكريا الغلابيّ قال حدّثنا مهديّ بن سابق.
أن السيّد
تقدّم إلى سوّار [4] القاضي ليشهد عنده، و قد كان دافع [5] المشهود له بذلك و قال:
أعفني من الشهادة عند سوّار، و بذل له مالا فلم يعفه. فلما تقدّم إلى سوّار فشهد
قال [6]: أ لست المعروف بالسيّد! قال: بلى؛ قال:
استغفر اللّه
من ذنب تجرّأت به على الشهادة عندي، قم لا أرضى بك. فقام مغضبا من مجلسه و كتب إلى
سوّار رقعة فيها يقول:
إن سوّار بن عبد الل
ه من شرّ القضاة
فلما قرأها
سوّار وثب عن مجلسه و قصد أبا جعفر المنصور و هو يومئذ نازل بالجسر، فسبقه السيّد
إليه فأنشده:
[1]
هو مرحب (كمنبر كما في «شرح القاموس») اليهودي صاحب حصن خيبر. ذكر الطبري أنه خرج
يطلب البراز و قد حاصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحصون، فبرز له محمد بن
مسلمة فقتله. و قال في رواية أخرى وافقه فيها شارح «القاموس» (مادة رحب): إن الذي
قتله هو علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
[4] هو سوار
بن عبد اللّه التميمي العنبري قاضي البصرة و أميرها، جمع له ذلك أبو جعفر المنصور
بعد عزله الهيثم بن معاوية عن إمرة البصرة، و كان سوّار يتولى قضاءها. مات سنة 157
ه و كان عادلا. حدث أن اشتكاه قوم إلى المنصور فكشف عن ذلك فوجده باطلا فأقرّه في
عمله. (انظر «النجوم الزاهرة» ج 2 ص 28 و 30 طبع دار الكتب المصرية).
[5] كذا في
م. و في سائر الأصول: «رافع» بالراء المهملة و هو تحريف.