/ غنّاه الغريض ثقيلا أوّل بإطلاق الوتر في
مجرى البنصر. و فيه لابن سريج رمل بالوسطى. و فيه لعبد الرحيم الدّفّاف ثقيل أوّل
بالبنصر في البيتين الأوّلين. و بعدهما:
فلما كانت
الليلة القابلة بعث إليّ عمر فأتيته و إذا الغريض عنده. فقال له عمر: هات؛ فاندفع
يغنّي:
هل عند رسم برامة خبر
أم لا فأيّ الأشياء تنتظر
و مجلس النّسوة الثلاث لدى ال
خيمات حتى تبلّج السحر
فقلت في نفسي:
هذا و اللّه صفة ما كنّا فيه، فسكتّ حتى فرغ الغريض من الشعر كلّه؛ فقلت: يا أبا
الخطّاب، جعلت فداك! هذا و اللّه صفة ما كنّا فيه البارحة مع النّسوة. فقال: إن
ذلك ليقال.
أغلظ موسى بن
مصعب أمير الموصل الكلام لبعض عماله فأجابه بالمثل و فرّ:
و ذكر أحمد بن
الحارث عن المدائنيّ عن عليّ بن مجاهد قال:
إنّ موسى بن
مصعب كان على الموصل، فاستعمل رجلا من أهل حرّان على كورة باهذرا [2] و هي أجلّ
كور الموصل، فأبطأ عليه الخراج؛ فكتب إليه:
هل عند رسم برامة خبر
أم لا فأيّ الأشياء تنتظر
/ احمل ما عندك يا ماصّ بظر أمه، و إلا فقد
أمرت رسولي بشدّك وثاقا و يأتي بك. فخرج الرجل و أخذ ما كان معه من الخراج فلحق
بحرّان، و كتب إليه: يا عاضّ بظر أمّه! إليّ تكتب بمثل هذا!
[2] كذا في
أ، م. و «معجم ياقوت» في الكلام على الموصل. و في ح: «يا هذرا» بالياء المثناة من
تحت. و في سائر الأصول: «باهدرا» بالباء الموحدة و الدال المهملة، و كلاهما تصحيف.