أخبره
إبراهيم بن المهدي بموت أمه كذبا ليحسن غناؤه:
قال هارون بن
محمد و حدّثني الحسن بن محمد الغياثيّ [1] قال حدّثني أبي عن القطرانيّ قال:
كان ابن جامع
بارّا بوالدته، و كانت مقيمة بالمدينة و بمكة. فدعاه إبراهيم بن المهديّ و أظهر له
كتابا إلى أمير المؤمنين فيه نعي والدته. قال: فجزع لذلك جزعا شديدا، و جعل أصحابه
يعزّونه و يؤنسونه؛ ثم جاءوا بالطعام فلم يتركوه حتى طعم و شرب، و سألوه الغناء
فامتنع. فقال له إبراهيم بن المهدي: إنك ستبذل هذا لأمير المؤمنين، فابذله
لإخوانك؛ فاندفع يغنّي:
- الشعر ليزيد [4] بن مفرّغ الحميريّ. و الغناء
لابن جامع رمل. و فيه لابن سريج خفيف رمل جميعا عن الهشاميّ- قال: و جعل إبراهيم
يستردّه حتى صلح [5] له. ثم قال: لا و اللّه ما كان ممّا خبّرناك شيء إنما مزحنا
بك.
قال: ثم قال
له: ردّ الصوت؛ فغنّاه فلم يكن من الغناء الأوّل في شيء. فقال له إبراهيم: خذه
الآن على، فأدّاه إبراهيم على السماع الأوّل. فقال له ابن جامع: أحبّ أن تطرحه أنت
على كذا.
هوّم في مجلس
الرشيد ثم انتبه من نومه و غناه فأحجب به:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني علي بن
الحسن الشّيبانيّ عن أحمد بن يحيى المكيّ قال:
كان أبي بين
يدي الرشيد و ابن جامع معه يغنّي بين يدي الرشيد. فغنّاه:
[2] كذا في
أكثر الأصول هنا و «نهاية الأرب» (ج 4 ص 324 طبع دار الكتب المصرية). و جميع
الأصول فيما يأتي. و في ب، س هنا:
«ما هم
قبروا». و رواية هذا البيت في «معجم البلدان» في الكلام على قندهار:
كم بالجروم و أرض الهند من قدم
و من سرابيل قتلى ليتهم قبروا
و القدم:
الشجاع. يستوي فيه المذكر و المؤنث و المفرد و الجمع. و جماجم القوم: ساداتهم و
رؤساؤهم.
[3] قندهار:
مدينة كبيرة بالقرب من كابل، عاصمة أفغانستان الآن.
[4] هو يزيد
بن ربيعة ابن مفرغ (كمحدث) الحميري، و قيل: يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ. و كان
حليفا لآل خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، و هو عم السيد الحميري. و يقال: إن
جده راهن على أن يشرب سقاء لبن كله فشربه حتى فرغه، فلقب مفرغا.