responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 475

طلب المنصور قصيدته العينية فلم يعرفها أحد من أهله و عرفها مؤدب فأجازه:

أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثني أحمد بن عمر النحويّ قال حدّثني أبي عن الهيثم بن عديّ عن ابن عياش قال:

لما مات جعفر بن المنصور الأكبر مشى المنصور في جنازته من المدينة [1] إلى/ مقابر قريش [2]، و مشى الناس أجمعون معه حتى دفنه، ثم انصرف إلى قصره. ثم أقبل على الربيع [3] فقال: يا ربيع، انظر من في أهلي ينشدني:

أ من المنون و ريبها تتوجّع‌

حتى أتسلّى بها عن مصيبتي. قال الربيع: فخرجت إلى بني هاشم و هم بأجمعهم حضور، فسألتهم عنها، فلم يكن فيهم أحد يحفظها، فرجعت فأخبرته؛ فقال: و اللّه لمصيبتي بأهل بيتي ألّا يكون فيهم أحد يحفظ هذا لقلّة رغبتهم في الأدب أعظم و أشدّ عليّ من مصيبتي بابني. ثم قال: انظر هل في القوّاد و العوامّ من الجند من يعرفها، فإني أحبّ أن أسمعها من إنسان ينشدها. فخرجت فاعترضت الناس فلم أجد أحدا ينشدها إلا شيخا كبيرا مؤدّبا قد انصرف من موضع تأديبه، فسألته: هل تحفظ شيئا من الشعر؟ فقال: نعم، شعر أبي ذؤيب. فقلت: أنشدني. فابتدأ هذه القصيدة العينيّة. فقلت له: أنت بغيتي. ثم أوصلته إلى المنصور فاستنشده إياها. فلما قال:

و الدهر ليس بمعتب [4] من يجزع‌

قال: صدق و اللّه، فأنشدني هذا البيت مائة مرّة ليتردّد هذا المصراع عليّ؛ فأنشده، ثم مرّ فيها. فلما انتهى إلى قوله:

و الدهر لا يبقى على حدثانه‌

جون السّراة له جدائد [5] أربع‌

/ قال: سلا [6] أبو ذؤيب عند هذا القول. ثم أمر الشيخ بالانصراف. فاتّبعته فقلت له: أ أمر لك أمير المؤمنين بشي‌ء؟ فأراني صرّة في يده فيها مائة درهم.

خانه خالد بن زهير في امرأة يهواها كان خان هو فيها عويم بن مالك:

حدّثنا محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا الرّياشيّ قال حدّثنا الأصمعيّ قال:

كان أبو ذؤيب الهذليّ يهوى امرأة يقال لها أم عمرو، و كان يرسل إليها خالد [7] بن زهير فخانه فيها، و كذلك‌


[1] يريد بغداد.

[2] مقابر قريش ببغداد: مقبرة مشهورة و محلة فيها خلق كثير و عليها سور بين الحربية و مقبرة أحمد بن حنبل رضي اللّه عنه و الحريم الطاهري، و بينها و بين دجلة شوط فرس جيد، و هي التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، و كان جعفر الأكبر هو أول من دفن بها، و المنصور أول من جعلها مقبرة لما ابتنى بها مدينته سنة 146 ه.

[3] هو الربيع بن يونس مولى المنصور.

[4] أعتبه: رجع إلى ما يرضيه و ترك ما يسخطه.

[5] جون السراة: أسود الظهر أو أبيضه، فإن الجون يطلق على الأسود و الأبيض. و يريد بجون السراة حمارا. و الجدائد: الأتن، واحدها جدود (بفتح أوله) و هي التي لا لبن لها.

[6] كذا في أ، ء، م. و في ب، ح: «سلا أبو ذؤيب عن هذا القول». و في س: «سل أبا ذؤيب عن هذا القول».

[7] هو خالد بن زهير الهذلي، و كان ابن أخت أبي ذؤيب، و قيل: ابن أخيه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست