قال: و المال
الذي ذكر أن الأشعريّ جاء به مال كان أبو موسى قدم به على عثمان من العراق، فأعطى
عبد اللّه بن أسيد بن أبي العيص منه مائة ألف درهم، و قيل: ثلاثمائة ألف درهم؛
فأنكر الناس ذلك.
ذكر ابن بجرة
و خمره في قصيدة غنى في أبيات منها:
أخبرني أحمد بن
عبيد اللّه قال حدّثنا عمر بن شبّة عن محمد بن يحيى عن عبد العزيز- أظنه ابن [6]
الدّراوردي- قال: ابن بجرة الذي ذكره أبو ذؤيب رجل من بني عبيد بن عويج بن عديّ بن
كعب من قريش، و لم يسكنوا مكة و لا المدينة قطّ، و بالمدينة منهم امرأة، و لهم
موال أشهر منهم، يقال لهم بنو سجفان [7]. و كان ابن بجرة هذا خمّارا. و هذا الصوت
الذي ذكرناه [8] من لحن حكم الواديّ المختار من قصيدة لأبي ذؤيب طويلة. فمما يغنّى
فيه منها:
[3] الطريد:
هو الحكم بن العاص بن أمية أبو مروان بن الحكم و عم عثمان بن عفان، أسلم يوم
الفتح. أخرجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من المدينة و طرده عنها فنزل
الطائف. و لم يزل بها مدّة خلافة أبي بكر و عمر إلى أن ولى عثمان فرده إلى المدينة
و أعطاه مائة ألف درهم، و بقي فيها إلى أن توفي في آخر خلافة عثمان قبل القيام على
عثمان بأشهر و كان ذلك مما نقموا على عثمان. و اختلف في السبب الموجب لنفي رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم إياه فقيل: كان يتحيل و يستخفي و يسمع ما يسره رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى كبار أصحابه في مشركي قريس و سائر الكفار و
المنافقين فكان يفشي ذلك عليه، و كان يحكيه في مشيئته و بعض حركاته إلى أمور
غيرها. (انظر «الاستيعاب» ج 1 ص 120، 121 و «المعارف» لابن قتيبة ص 97 و «طبقات
ابن سعد» ج 5 ص 330- 331).