لامه مالك بن
دينار على تناوله أعراض الناس و التشبيب بالنساء فقال: لا أعاود ثم قال شعرا:
أخبرني الأسديّ
و يحيى بن عليّ بن يحيى و محمد بن عمران الصّيرفي قالوا حدّثنا العنزيّ قال حدّثنا
علي بن محمد عن جعفر بن محمد النّوفليّ قال:
أتيت بشارا ذات
يوم، فقال لي: ما شعرت منذ أيام إلا بقارع يقرع بابي مع الصبح؛ فقلت: يا جارية،
انظري من هذا؛ فقالت: مالك بن دينار؛ فقلت: مالي و لمالك بن دينار! ما هو من
أشكالي! ائذني له. فدخل فقال لي:
يا أبا معاذ، أ
تشتم أعراض الناس و تشبّب بنسائهم! فلم يكن عندي إلا دفعه عن نفسي بأن قلت: لا
أعاود؛ فخرج من عندي. و قلت في إثره:
أرسلت له
عبدة السلام مع امرأة فرد عليها بشعر فيها:
أخبرني وكيع
قال حدّثني عمرو بن محمد بن عبد الملك قال حدّثني الحسن [3] بن جهور قال حدّثني
هشام بن الأحنف، راوية بشار، قال:
إني لعند بشّار
ذات يوم إذ أتته امرأة فقالت: يا أبا معاذ، عبدة تقرئك السلام و تقول لك: قد اشتدّ
شوقنا إليك و لم نرك منذ أيام؛ فقال: عن غير مقلية/ و اللّه كان ذاك. ثم قال
لراويته: يا هشام، خذ الرقعة و اكتب فيها ما أقول لك ثم ادفعه للرسول. قال هشام:
فأملى عليّ:
عبد إنّي إليك بالأشواق
لتلاق و كيف لي بالتلاقي
أنا و اللّه أشتهي سحر عيني
ك و أخشى مصارع العشّاق
[1]
راجع هذه الأبيات و التعليق عليها في ترجمته في الجزء الثالث ص 170 من هذه الطبعة.
[2] مقرطقة:
لابسة القرطق (بضم القاف و سكون الراء و فتح الطاء و قد تضم) و هو القباء. و قد
مرت بلفظ: «معطرة».
[3] الذي مر
هو الحسن بن جمهور. و يروي عنه محمد بن عمر بن محمد بن عبد الملك، و عن محمد هذا
يروي وكيع. (راجع ج 3 ص 161 س 9 من هذه الطبعة).