و أخبرني بهذا
الخبر أبو الحسن أحمد بن محمد الأسديّ قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال
حدّثنا خالد بن يزيد بن وهب عن جرير عن أبيه بمثل هذه القصة، و زاد فيها:
/ أنّ عبدة
جاءت إليه في نسوة خمس قد مات لإحداهن قريب فسألنه أن يقول شعرا ينحن عليه به،
فوافينه و قد احتجم- و كان له مجلسان: مجلس يجلس فيه غدوة يسميه «البردان» و مجلس
يجلس فيه عشيّة يسميه «الرّقيق»- و هو جالس في البردان و قد قال لغلامه: أمسك عليّ
بابي و اطبخ لي و هيّئ طعامي و طيّبه و صفّ نبيذي.
قال: فإنه
لكذلك إذا قرع الباب عليه قرعا عنيفا؛ فقال: ويحك يا غلام! انظر من يدقّ الباب دقّ
الشّرط؛ فنظر الغلام و جاءه فقال: خمس نسوة بالباب يسألنك أن تقول شعرا ينحن فيه؛
فقال: أدخلهنّ. فلما دخلن/ نظرن إلى النبيذ مصفّى في قنانيّه؛ [في جانب بيته] [1]
فقالت إحداهن: خمر؛ [و قالت الأخرى: زبيب] [2]؛ و قالت الأخرى:
معسّل. فقال:
لست بقائل لكنّ حرفا أو تطعمن من طعامي و تشربن من شرابي. فتماسكن ساعة، و قالت
إحداهن:
فما عليكنّ من
ذلك! هذا أعمى، كلن من طعامه و اشربن من شرابه و خذن شعره، ففعلن. و بلغ ذلك الحسن
البصري فعابه و هتف به. فبلغ ذلك بشّارا، و كان الحسن يلقّب القسّ [3]، فقال فيه
بشّار: