فلم يزل مجفوّا
حتى وجد الوليد له غرّة، فبعث إليه من اختلسه ليلا فجاءه به، فقتله و دفنه في
داره، فلم يوقف له على خبر.
قتل الوليد
له:
و قال خالد بن
كلثوم في خبره:
كان وضّاح قد
شبّب بأمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان امرأة الوليد بن عبد الملك، و هي أم
ابنه عبد العزيز بن الوليد، و الشرف فيهم. فبلغ الوليد تشبّبه بها، فأمر بطلبه
فأتي به، فأمر بقتله. فقال له ابنه عبد العزيز: لا تفعل يا أمير المؤمنين فتحقّق
قوله، و لكن افعل به كما فعل معاوية بأبي دهبل؛ فإنه لمّا شبّب بابنته شكاه يزيد و
سأله أن يقتله؛ فقال: إذا تحقّق قوله، و لكن تبرّه و تحسن إليه فيستحي و يكفّ و
يكذّب نفسه. فلم يقبل منه، و جعله في صندوق و دفنه حيّا. فوقع بين رجل من زنادقة
الشّعوبيّة و بين رجل من ولد الوليد فخار خرجا فيه إلى أن أغلظا المسابّة، و ذلك
في دولة بني العبّاس؛ فوضع الشّعوبيّ عليهم كتابا زعم فيه أن أمّ البنين عشقت
وضّاحا، فكانت تدخله صندوقا عندها. فوقف على ذلك خادم الوليد فأنهاه إليه و أراه
الصندوق، فأخذه فدفنه.
هكذا ذكر خالد
بن كلثوم و الزّبير بن بكّار جميعا.
و أخبرني عليّ
بن سليمان الأخفش في كتاب المغتالين قال حدّثنا أبو سعيد السّكّريّ قال حدّثنا
محمد بن حبيب عن ابن الكلبيّ قال:
/ عشقت أمّ
البنين وضّاحا، فكانت ترسل إليه فيدخل إليها و يقيم عندها؛ فإذا خافت وارته في
صندوق عندها
[1]
كذا في «تجريد الأغاني». و في جميع الأصول: «يا عمير».