responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 337

و الخيل قد تعلم يوم الوغى‌

أنّك من جمرتها ناضح [1]

قال: فغنّى أحمد النّصبيّ في بعض هذه الأبيات، و جارية لسليم في السطح، فسمعت الغناء، فنزلت إلى مولاها و قالت: إني سمعت من أضيافك شعرا ما سمعت أحسن منه؛ فخرج معها مولاها فاستمع حتى فهم، ثم نزل فدخل عليهما، فقال لأحمد: لمن هذا الشعر و الغناء؟ و من أنتما؟ فقال: الشعر لهذا، و هو أبو المصبّح أعشى همدان، و الغناء لي، و أنا أحمد النّصبيّ الهمداني؛ فانكبّ على رأس أعشى همدان فقبّله و قال: كتمتماني أنفسكما، و كدتما أن تفارقاني و لم أعرفكما، و لم أعلم خبركما، و احتبسهما شهرا ثم حملهما على فرسين، و قال: خلّفا عندي ما كان من دوابكما، و ارجعا من مغزاكما إليّ. فمضيا إلى مغزاهما، فأقاما حينا ثم انصرفا، فلما شارفا منزله قال أحمد للأعشى: إني أرى عجبا! قال: و ما هو؟ قال: أرى فوق قصر سليم ثعلبا؛ قال: لئن كنت صادقا فما بقي في القرية أحد. فدخلا القرية،/ فوجدا سليما و جميع أهل القرية قد أصابهم الطاعون، فمات أكثرهم و انتقل باقيهم.

هكذا ذكر إسحاق، و ذكر غيره: أن الحجاج طالب سليما بمال عظيم، فلم يخرج منه حتى باع كل ما يملكه، و خربت قريته و تفرّق أهلها؛ ثم باعه الحجاج عبدا، فاشتراه بعض أشراف أهل الكوفة، إما أسماء بن خارجة و إما بعض نظرائه، فأعتقه.

نسبة هذا الصوت الذي قال الأعشى شعره [2] و صنع أحمد النصبيّ لحنه في سليم‌

صوت‌

يا أيها القلب المطيع الهوى‌

أنّى اعتراك الطرب النازح‌

تذكر جملا فإذا ما نأت‌

طار شعاعا قلبك الطامح‌

/ أعطيت ودّي و ثنائي معا

و خلّة ميزانها راجح‌

إني تخيرت امرأ ماجدا

يصدق في مدحته المادح‌

سليم ما أنت بنكس و لا

ذمّك لي غاد و لا رائح‌

نعم فتى الحيّ إذا ليلة

لم يور فيها زنده القادح‌

و راح بالشّول إلى أهلها

مغبرّة أذقانها كالح‌

و هبّت الريح شآمية

فانجحر القابس و النابح‌

الشعر لأعشى همدان. و الغناء لأحمد النّصبي، و لحنه ثاني ثقيل بالسبّابة في مجرى الوسطى عن إسحاق.

و ذكر يونس أن فيه لمالك لحنا و لسنان الكاتب لحنا آخر.


[1] الجمرة: القبيلة فيها ثلاثمائة فارس، و قيل: ألف. أو هي كل قوم يصبرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أحدا و لا ينضمون إلى أحد، تكون القبيلة نفسها جمرة تصبر لقراع القبائل كما صبرت عبس لقبائل قيس. و الناضح: المدافع الرامي.

[2] كذا في ح. و في سائر الأصول: «الذي قاله الأعشى في شعره ... إلخ» و هو تحريف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست