/
يا أيها القلب المطيع الهوى
أنّى اعتراك الطّرب النازح
تذكر جملا فإذا ما نأت
طار شعاعا قلبك الطامح
هلّا تناهيت و كنت امرأ
يزجرك المرشد و النّاصح
مالك لا تترك جهل الصّبا
و قد علاك الشّمط الواضح
فصار من ينهاك عن حبّها
لم تر إلا أنه كاشح
يا جمل ما حبّي لكم زائل
عنّي و لا عن كبدي نازح
حمّلت ودّا لكم خالصا
جدّا إذا ما هزل المازح
ثم لقد طال طلابيكم
أسعى و خير العمل النّاجح
إني توسّمت امرأ ماجدا
يصدق في مدحته المادح
ذؤابة العنبر فاخترته
و المرء قد ينعشه الصالح
/ أبلج بهلولا [1] و ظنّي به
أنّ ثنائي عنده رابح
سليم ما أنت بنكس [2] و لا
ذمّك لي غاد و لا رائح
أعطيت ودّي و ثنائي معا
و خلّة ميزانها راجح
أرعاك بالغيب و أهوى لك ال
رّشد و جيبي [3] فاعلمن ناصح
إني لمن سالمت سلم و من
عاديت أمسي و له ناطح
في الرأس منه و على أنفه
من نقماتي ميسم لائح
نعم فتى الحيّ إذا ليلة
لم يور فيها زنده القادح
/ و راح بالشّول [4] إلى أهلها
مغبّرة أذقانها [5] كالح [6]
و هبّت الريح شآمية
فانجحر القابس و النابح
قد علم الحيّ إذا أمحلوا
أنك رفّاد لهم مانح
في الليلة القالي قراها التي
لا عابق فيها و لا صابح
فالضيف معروف له حقّه
له على أبوابكم فاتح
[2] النكس (بالكسر): الضعيف الدنيء الذي لا خير فيه و المقصر عن غاية النجدة و الكرم.
[3] كذا في أكثر الأصول. و الجيب: القلب و الصدر. يقال فلان ناصح الجيب أي أمين، و منه قول الشاعر:
و خشنت صدرا جيبه لك ناصح
و في ب، س: «و حبي».
[4] الشول: جمع شائلة على غير قياس. و الشائلة من الإبل: ما أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فارتفع ضرعها و جف لبنها.
[5] في ح: «أرقابها» و في أ، ء، م: «أذنابها».
[6] الكالح: الأمر الشديد، و هو فاعل «راح».