قال و كان
يقال: إن شجرة كان خيّاطا، و قد كان ولي للحجّاج بعض أعمال السواد. فلما قدم على
الحجّاج قال له: يا شجرة، أرني إصبعك أنظر إليها؛ قال: أصلح اللّه الأمير، و ما
تصنع بها؟ قال: أنظر إلى صفة الأعشى؛ فخجل شجرة. فقال الحجاج لحاجبه: مر المعطي أن
يعطى الأعشى من عطاء شجرة كذا و كذا. يا شجرة، إذا أتاك امرؤ ذو حسب و لسان فاشتر
عرضك منه.
أسبره الحجاج
و ذكره بشعر قاله ليبكته ثم قتله:
أخبرني عليّ بن
سليمان الأخفش قال حدّثنا محمد بن يزيد الأزديّ قال حدّثنا أحمد بن عمرو الحنفيّ
عن جماعة- قال المبرّد: أحسب أن أحدهم مؤرّج بن عمرو السّدوسيّ- قالوا:
لما أتي الحجاج
بن يوسف الثقفيّ بأعشى همدان أسيرا، قال: الحمد للّه الذي أمكن منك، أ لست القائل:
[6] الأشج:
هو الأشعث بن قيس الكندي جد عبد الرحمن بن محمد المعني في هذا الشعر. و القريع:
السيد.
[7] هو عطية
بن عمرو العنبري، و كان على مقدّمة جيوش عبد الرحمن بن الأشعث إلى العراق. و قد
بعث إليه الحجاج بالخيل فجعل عطية لا يلقى خيلا إلا هزمها. فقال الحجاج من هذا؟
فقيل عطية. فذلك قول الأعشى: و ابعث عطية ... إلخ.