قال:
فضحك الأحنف، ثم قال: يأهل البصرة، قد فخر عليكم الشعبيّ و صدق و انتصف، فأحسنوا
مجالسته.
شعر له في
هزيمة الزبير الخثعميّ بجلولاء:
أخبرني محمد بن
عمران الصّيرفيّ قال حدّثنا العنزيّ قال حدّثنا الرياشيّ عن أبي محلّم [1] عن
الخليل بن عبد الحميد عن أبيه قال:
بعث بشر بن
مروان الزبير بن خزيمة الخثعميّ إلى الريّ؛ فلقيه الخوارج بجلولاء [2]، فقتلوا
جيشه و هزموه و أبادوا [3] عسكره، و كان معه أعشى همدان، فقال في ذلك:
أخبرني محمد بن
الحسن بن دريد قال حدّثنا أبو حاتم قال:
سألت الأصمعيّ
عن أعشى همدان فقال: هو من الفحول و هو إسلامي كثير الشعر؛ ثم قال لي: العجب من
ابن دأب حين يزعم أن أعشى همدان قال:
من دعا لي غزيّلي
أربح اللّه تجارته
ثم قال: سبحان
اللّه! أمثل هذا يجوز على الأعشى؟ أن يجزم اسم اللّه عزّ و جلّ و يرفع تجارته و هو
نصب. ثم قال لي خلف الأحمر: و اللّه لقد طمع ابن دأب في الخلافة حين ظنّ أن هذا
يقبل منه و أن له من المحل مثل أن يجوّز مثل هذا. قال ثم قال: و مع ذلك أيضا إن
قوله:
من دعا لي غزيّلي
[1]
هو أبو محلم الشيباني. و اسمه محمد بن سعد، و يقال محمد بن هشام بن عوف السعدي. و
كان يسمى محمدا و أحمد. أعرابي، أعلم الناس بالشعر و اللغة، و كان يغلظ طبعه و
يفخم كلامه و يعرب منطقه. و قال ابن السكيت: أصل أبي محلم من الفرس و مولده بفارس،
و إنما انتسب إلى أبي سعد. و قال مؤرج: كان أبو محلم أحفظ الناس، استعار مني جزءا
و رده من الغد و قد حفظه في ليلة، و كان مقداره نحو خمسين ورقة. و قال أبو محلم:
ولدت في السنة التي حج فيها المنصور. و توفي سنة ثمان و أربعين و مائتين. و له من
الكتب «كتاب الأنواء»، و «كتاب الخيل»، و «كتاب خلق الإنسان» (راجع «كتاب الفهرست»
ص 46 طبع أوروبا).
[2] جلولاء
(بالمد): طسوج (ناحية) من طساسيج السواد في طريق خراسان بينها و بين خانقين سبعة
فراسخ. و بها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة 16 ه فاستباحهم
المسلمون، فسميت جلولاء الوقيعة لما أوقع بهم المسلمون.