فشخص أهل الكوفة إلى عثمان، فأخبروه خبره و شهدوا عليه بشربه الخمر،
فأتي به، فأمر رجلا بضربه الحدّ؛ فلما دنا منه قال له: نشدتك اللّه و قرابتي من
أمير المؤمنين فتركه؛ فخاف عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه أن يعطّل الحدّ، فقام
إليه فحدّه؛ فقال له الوليد: نشدتك باللّه و بالقرابة؛ فقال له عليّ: اسكت أبا وهب
فإنما هلكت بنو إسرائيل بتعطيلهم الحدود، فضربه و قال: لتدعونّي قريش بعد هذا
جلّادها. قال إسحاق: فأخبرني مصعب الزّبيريّ قال: قال الوليد بن عقبة بعد ما جلد:
اللهمّ إنهم شهدوا عليّ بزور، فلا ترضهم عن أمير و لا ترض عنهم أميرا.
و روى العبّاس
بن [4] ميمون طائع عن ابن عائشة قال حدّثني أبي قال:
لما أحضر عثمان
رضي اللّه عنه الوليد لأهل الكوفة في شرب الخمر، حضر الحطيئة فاستأذن على عثمان و
عنده بنو أمية متوافرون، فطمعوا أن يأتي الوليد بعذر، فقال:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربّه
أنّ الوليد أحقّ بالعذر
خلعوا عنانك إذ جريت و لو
تركوا عنانك لم تزل تجري
و رأوا شمائل ماجد أنف
يعطي على الميسور و العسر
فنزعت مكذوبا عليك و لم
تنزع إلى طمع و لا فقر
قال: فسرّوا
بذلك و ظنّوا أن قد قام بعذره؛ فقال رجل من بني عجل يردّ على الحطيئة:
[3] في
«ديوان الحطيئة» (ص 186 طبع مدينة ليبزج، و نسخة خطية منه بدار الكتب المصرية رقم
3 أدب ش):
تردد إلى عوز و لا فقر
[4] كذا في أكثر الأصول. و في ط، م، ء:
«العباس بن ميمون طابع»، و ورد فيما تقدّم في ح في أخبار الحكم بن عبدل و نسبه (ج
2 ص 422 طبع دار الكتب المصرية): «العباس بن محمد بن طائع». و لم نعثر على اسمه في
المراجع التي بين أيدينا.