قال: فنظر
إليهما عبد الملك متبسّما، و التفت إلى سليمان فقال: أخرجك إسماعيل من هذا الأمر.
فقطب سليمان و نظر إلى إسماعيل نظر مغضب. فقال إسماعيل: يا أمير المؤمنين، إنما
وزن الشعر أخرجه من البيت الأوّل، و قد قلت بعده:
و أمضيت عزما في سليمان راشدا
و من يعتصم باللّه مثلك يرشد
فأمر له بألفي
درهم صلة، و زاد في عطائه، و فرض له، و قال لولده: أعطوه؛ فأعطوه ثلاثة آلاف درهم.
استنشده هشام
بن عبد الملك فافتخر و رمى به في بركة ماء و نفاه إلى الحجاز:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال ذكر ابن النّطّاح عن أبي اليقظان:
أنّ إسماعيل بن
يسار دخل على هشام بن عبد الملك في خلافته و هو بالرّصافة جالس على بركة له في
قصره، فاستنشده و هو يرى أنه ينشده مديحا له؛ فأنشده قصيدته التي يفتخر فيها
بالعجم:
[1]
رامة: منزل بينه و بين الرمادة ليلة في طريق البصرة إلى مكة. و بين رامة و بين
البصرة اثنتا عشرة مرحلة. و قيل: رامة: هضبة أو جبل ببني دارم.
[2] رئم
(بكسر أوّله و همز ثانيه و سكونه و قيل بالياء غير مهموز): واد لمزينة قرب
المدينة، و قيل: على ثلاثين ميلا من المدينة، و قيل:
على أربعة
برد من المدينة أو ثلاثة. (و البريد فرسخان أو أربعة فراسخ، و الفرسخ: ثلاثة
أميال).
[3] بزل
(ككتب و يسكن): جمع بزول، و البزول: الناقة في تاسع سنيها و ليس بعده سن تسمى. و خدي
الفرس و البعير: أسرع و زجّ بقوائمه. و التقحيم: طيّ المنازل و عدم النزول بها؛
يقال: قحم المنازل إذا طواها، و قحّمت الإبل راكبيها: جعلتهم يطوون المنازل منزلا
منزلا من غير أن ينزلوا بها.
[4] داروم:
قلعة بعد غزّة للقاصد إلى مصر، و الواقف فيها يرى البحر إلا أن بينها و بين البحر
مقدار فرسخ، خربها صلاح الدين لما ملك الساحل في سنة 584 ه تنسب إليها الخمر.
[5] الظاهر
أن هذه الكلمة مرفوعة، و بذلك يكون في الشعر إقواء. على أنه يمكن أن يكون أصل
الكلام: «إلى لسان ...» بدل «و لي لسان ...».
[6] جحاجح:
جمع جحجح، و الجحجح و الجحجاح: السيد الكريم. و المرازبة: جمع مرزبان، و هو رئيس
الفرس.