responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 545

متخشّعا للدهر ألبس حلّة

في النائبات بحسرة و تجلّد

أعني ابن عروة إنّه قد هدّني‌

فقد ابن عروة هدّة لم تقصد

فإذا ذهبت إلى العزاء أرومه‌

ليرى المكاشح بالعزاء تجلّدي‌

منع التّعزّي أنّني لفراقه‌

لبس العدوّ عليّ جلد الأربد [1]

و نأى الصديق فلا صديق أعدّه‌

لدفاع نائبة الزّمان المفسد

فلئن تركتك يا محمد ثاويا

لبما تروح [2] مع الكرام و تغتدي‌

/ كان الذي يزع العدوّ بدفعه‌

و يردّ نخوة ذي المراح [3] الأصيد

فمضى لوجهته و كلّ معمّر

يوما سيدركه حمام الموعد

دخل على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير و مدحه فأكرمه:

حدّثني عمّي قال حدّثني أحمد بن أبي خيثمة قال حدّثنا مصعب بن عبد اللّه عن أبيه:

أن إسماعيل بن يسار دخل على عبد الملك بن مروان لمّا أفضى إليه الأمر بعد مقتل عبد اللّه بن الزّبير، فسلّم و وقف موقف المنشد و استأذن في الإنشاد. فقال له عبد الملك: الآن يا ابن يسار! إنّما أنت امرؤ زبيريّ، فبأيّ لسان تنشد؟ فقال له: يا أمير المؤمنين، أنا أصغر شأنا من ذلك، و قد صفحت عن أعظم جرما و أكثر غناء لأعدائك منّي، و إنما أنا شاعر مضحك. فتبسّم عبد الملك؛ و أومأ إليه الوليد بأن ينشد. فابتدأ فأنشد قوله:

ألا يا لقومي للرّقاد المسهّد

و للماء ممنوعا من الحائم الصّدي‌

و للحال بعد الحال يركبها الفتى‌

و للحبّ بعد السّلوة المتمرّد

و للمرء يلحى في التصابي و قبله‌

صبا بالغواني كلّ قرم ممجّد

و كيف تناسي القلب سلمى و حبّها

كجمر غضى بين الشّراسيف [4] موقد

حتى انتهى إلى قوله:

/

إليك إمام النّاس من بطن يثرب‌

و نعم أخو ذي الحاجة المتعمّد

رحلنا لأنّ الجود منك خليقة

و أنّك لم يذمم جنابك مجتدي‌

ملكت فزدت النّاس ما لم يزدهم‌

إمام من المعروف غير المصرّد [5]/

و قمت [6] فلم تنقض قضاء خليفة

و لكن بما ساروا من الفعل تقتدي‌


[1] الأربد هنا: الأسد.

[2] كذا في ء، ط، م. و في سائر النسخ: «على الكرام».

[3] المراح: الأشر و النشاط. و الأصيد: الذي يرفع رأسه كبرا. و منه قيل لملك: أصيد؛ لأنه لا يلتفت يمينا و لا شمالا.

[4] الشراسيف: أطراف أضلاع الصدر التي تشرف على البطن.

[5] صرّد عطاءه: قلّله، و قيل: أعطاه قليلا قليلا.

[6] في ء، ط. «و قلت».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 4  صفحه : 545
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست