قال: فطرب
الوليد حتّى نزل عن فرشه و سريره، و أمر المغنّين فغنّوه الصوت و شرب عليه أقداحا،
و أمر لإسماعيل بكسوة و جائزة سنيّة، و سرّحه إلى المدينة.
نسبة هذا
الصوت
سمع شيخ قينة
تغني بشعره فألقى بنفسه في الفرات إعجابا به:
الشعر لإسماعيل
بن يسار النّسائيّ. و الغناء لابن سريج رمل.
حدّثنا أحمد بن
عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا إسحاق الموصليّ قال حدّثنا
محمد بن كناسة قال:
اصطحب شيخ و
شباب في سفينة من الكوفة؛ فقال بعض الشباب للشيخ: إنّ معنا قينة لنا، و نحن نجلّك
و نحبّ أن نسمع [2] غناءها. قال: اللّه المستعان؛ فأنا أرقى على الأطلال [3] و
شأنكم. فغنّت:
حتّى إذا الصبح بدا ضوأه
و غارت الجوزاء و المرزم
أقبلت و الوطء خفيّ كما
ينساب من مكمنه الأرقم
قال: فألقى
الشيخ بنفسه في الفرات، و جعل يخبط بيديه و يقول: أنا الأرقم! أنا الأرقم! فأدركوه
و قد كاد يغرق؛ فقالوا: ما صنعت بنفسك؟ فقال: إنّي و اللّه أعلم من معاني الشعر ما
لا تعلمون.
مدح عبد
اللّه بن أنس فلم يكرمه فهجاه:
أخبرني الحسن
بن عليّ الخفّاف قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني أبو مسلم
المستملي عن المدائنيّ قال:
مدح إسماعيل بن
يسار النّسائيّ رجلا من أهل المدينة يقال له عبد اللّه بن أنس، و كان قد اتّصل
ببني مروان و أصاب منهم خيرا، و كان إسماعيل صديقا/ له؛ فرحل إلى دمشق إليه،
فأنشده مديحا له و متّ إليه بالجوار و الصداقة؛ فلم يعطه شيئا. فقال يهجوه: